الخميس، 21 يناير 2021

إلماحة من حياة الدكتور ذاكر نائك!

 إلماحة من حياة الدكتور ذاكر نائك!


الدكتور المفوّه المناظر الكبير: ذاكر نايك -حفظه الله في عافية وكفاية-، كانت آماله وطموحاته.. أن يكون طبيباً؛ لأن في لسانه حُبسة لا يجيد التخاطب مع الناس، بل لم يكن يحسن نطق اسمه سليماً!

فقد كان يُتأتئ ويفأفئ كثيراً، حتى هيأه الله -وإذا أراد الله شيئاً.. هيأ أسبابه-.


 أراد الله أن يكون الدكتور نايك، نظاراً علمياً، ومناظراً جدلياً، وذهبت حبسة لسانه، فانطلق -وقد كان لا ينطلق، ولا يكاد يبين- وسال بيانه، بما يمليه جنانه من علم وحكمة.


يقول عن نفسه: "في الطفولة.. كانت عندي مشكلة في الكلام، والتأتأة في النطق، ولم أكن أحلم أن أتكلم أمام ٢٥ شخصاً، وهذا من فضل ربي وحده ليس بذكائي، فهناك غيري من يملك الفصاحة أحسن مني، ولكن كل ما حققته فضل من الله وحده"


قلت: وأنا أتذكر هنا، دعاء موسى عليه السلام، حين قال: "واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي" فإن العجمة؛ قد تكون مصرفة للناس عن دعوتك؛ لأن طريق التبليغ يكون ضعيفاً، فيجتمع للمدعو ثُقلان: ثقل الرسالة، وهي حمل المدعو على ترك ما اعتاده من القبائح، وثقل اللفظ والأسلوب، الذي تدعو به المدعو، فربما ضجر وتأفف، وغادر المكان حيث لا عودة!


وعندي، أن ثقل الأسلوب، يتناول معنيين:

-الأول: الثقل، بالنسبة لخشونة الأسلوب، وسوء الأخلاق، والنظرة الهلكية للآخرين، وهذا ما عناه العلامة الألباني -رحمه الله- عندما قال: (لا تجمع على المخالف؛ ثقل الحق، وثقل الأسلوب).


-والمعنى الثاني: هو سوء التعبير، كما قيل:

(والحق قد يعتريه سوء تعبير)

وهو ما دعا به نبي الله موسى عليه السلام: "واحلل عقدة من لساني" وهذا معلوم، فلا يتسنم المناظرات ويسمتها إلا الفصيح البليغ، المصقع المنطيق.


وقد كان بعض العلماء، على جانب كبير من العلم والمعرفة، ولكنه لا يجيد المناظرة؛ لثقل في لسانه، أو تعتعةٍ في بيانه، وهكذا.


وذكروا من هؤلاء الإمام أحمد بن يحيى ثعلب، فقد كان -رحمه الله- يتجنب المواجهة مع قرينه وقريعه محمد بن يزيد المبرد؛ لغلبة المبرد عليه في البيان، وفصاحة اللسان!

قال ذلك ختن ثعلب، حينما سئل عن ذلك، فأجاب بنحو ما هنالك.

وذكروا هذا أيضاً عن العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ، والشاعر أحمد شوقي وغيرهما، حتى أنك تجد في التراجم "قلمه أحسن من لفظه" وهاك من شبيهاتها..


خرجت عن محزي، أعود فأقول: أراد الله الدكتور نايك، لمهمة الدعوة وشرفها، فانطلق لسانه، ودعا وناظر وحاضر، حتى ذكر عن نفسه أنه حضر له في محاضرة، مليون شخص!

 فسبحان الله.


وذكروا عنه: أن فصاحته وبلاغته، وقمعه للخصم، وقرعه للباطل هو خاص موقوف على الدين، والمناظرة فيه، والدعوة إليه، أما إذا كَلّمته وناظرته في الدنيا، فهو غير الأول!


يقول: وقد ناظرت النصارى والبوذيين والهندوس وغيرهم، وأنا تخصصي الإسلام ومقارنة الأديان..


ويقول: تناظرت مع دكتور أمريكي وليام كامبل كبير حول القرآن، وأن فيه أخطاء علمية في القرآن، ولمدة ٨ سنوات لم يرد عليه أحد، ودحضت حججه، وقدمت ٣٨ حجة حول الكتاب المقدس، ولم يرد على واحدة.

"سبحانك لا علم لنا إلا ماعلمتنا إنك أنت العليم الحكيم"


وله جهود عظيمة، منها: 

-أنشأ تلفزيون السلام، وقد أطلقه قبل سنوات، بأربع لغات، ويتابعه بالإنجليزية فقط، مائة مليون، ويبث من خلال ١٤ قمراً صناعياً.


-أطلق قبل سنوات، تلفزيون السلام بالأردو، ووصل عدد المشاهدين، إلى ثمانين مليون مشاهد.


-وأطلق تلفزيون، وبلغة البنغا، وعدد المشاهدين خمسين مليون مشاهد.


-وأطلق قناة بالصينية، لمخاطبة أكثر من مليار ومائتي مليون شخص!


-وهو يحاول البث من خلال أهم عشر لغات في العالم.


ونشاطه في دعوة الناس إلى دين الإسلام، غير محصور، وهو بهم خبير، حتى أنه قال: ثلثا الداخلين في الإسلام من أوربا؛ من النساء!


ويقول: في عام ٢٠١٣م، تلقيت دعوة من رئيس كامبيا، وصدقوني لم أكن أعلم أن هناك دولة اسمها كامبيا، حتى ذهبت للخريطة وحددت مكانها.

قال لي الرئيس جامع: كان نسبة المسلمين في كامبيا ٩٠٪ أما اليوم بعد مشاهدة تلفزيون السلام، وصل ٩٥٪.

وذكر أن ما رآه في كامبيا، من محافظة على الصلاة من الرئيس ووزرائه، أكثر منه في الشرق الإسلامي!


ولا زال في الدعوة إلى الله على علم وبصيرة، وحجة وبرهان، وله أكثر من ٢٥ عاماً قضاها في الدعوة إلى الإسلام.


هذا هو الدكتور ذاكر، الذي يتهم اليوم بالإرهاب، وقد قال مرة في مقابلة: 

قبل أحداث ٢٠٠١م، ولمدة ٢٠٠ عام سابقة.. لم يكن هناك مصطلحاً إرهابياً.


ولا غرو، فليس هذا غريباً على الغرب الكافر، الذي يغيظه ما يفعله هذا الرجل من دعوة إلى دين الإسلام، وحينما رأوا، ما حقق على يديه، من نجاح باهر، وفلاح ظاهر.. وصموه بهذه السمة المنهارة التي أصبحت في أيديهم يضربون بها من شاؤوا.


فهو رجل مجاهد بالحكمة والبيان.. سيبرئه الله، والغلبة، للحق، والباطل منكوس، وأهله في ارتكاس، "ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا".


أسأل الله أن يحفظه ويطيل عمره في طاعته، وأسأل ربي أن يسخر من يخلفه في علمه وخلقه وتمكنه من الاستحضار في المناظرات، وجمعه في فنون كثيرة علمية وطبية ودينية.

إن ربي على كل شيء قدير، وعليه التكلان، والله المستعان.


وكتب: وليد بن عبده الوصابي.

١٤٣٨/٨/١٩

هناك تعليقان (2):

  1. نعم هذا الرجل من آيات الله .جزاه الله خيراً

    ردحذف
  2. نعم هذا الرجل من آيات الله .جزاه الله خيراً

    ردحذف