قراءة ونقد في كتاب: "كنت طبيبة في اليمن"!
كتاب (كنت طبيبة في اليمن) لكلودي فايان.
كتاب تاريخ قاصر لسنة من حكم الأئمة فقط، فكل مافيه يحكي سنة واحدة من حكم الأئمة عاشتها طبيبة نصرانية ملحدة، تصدق وتكذب.
والكتاب أشبه بمذكرات شخصية، ولكن ضمنتها أحداثاٌ وقصصاً وحكايات.
فهو إذن يصور سنة من السنين الطوال التي حكموا فيها اليمن: يحكي أوضاعها، ويقص أخبارها، ويفتري عليها، ويزور تاريخها.
والكتاب رغم صغره إلا أنه انطوى على قصص كثيرة، وحكايات مثيرة، ومبالغات كبيرة.
وعندما قرأت نسختي من الكتاب علقت بتعليقات على مارأيته مخالفاً لشريعتنا، ومجانباً لآدابنا، حتى يكون قارئه بعدي على حذر وانتباه.
ولم أرد أن أكتب عليه نقداً في مقال خاص؛ لخمول الكتاب والكاتبة في نظري، والاشتغال بما سواه أولى وأهم.
ولكني رأيت انبهار البعض بالكتاب، والإعجاب بأسلوبه، وإنصاف كاتبته في بعض المواطن، فصدقوا كل مافيه!
هنا، نصحاً لله، عدت إلى نسختي وتعليقاتي، وقرأت الكتاب ثانية حتى لا أكتب شططاً، أو أخبط خبطاً، أو أقول خلطا.
فأقول:
إن الكتاب فيه صدق وحق، فيماعاناه أهل اليمن في تلك الحقبة من صعوبات ومتاعب، وتحكم بالأمور وتلاعب، واستمراء على الظلم والقمع، والاضطهاد والهمع.
ولكن فيه زور ودلس، وخبث ونجس، ولا يؤخذ منه تاريخ اليمن؛ فكتب التاريخ اليمنية ممتلئة بالأحداث عن ذلك العهد بكل شفافية وإنصاف.
فلنعد إليها.. أم أن عندنا فقراً ثقافياً حتى نستعيره من الغرب الحاقد؟!
وفي تلك الفترة كان الغرب يرسلون جواسيسهم عن طريق أطباء أو غير ذا؛ يكثرون الركض، ويجسّون النبض، وينقلون الأخبار، حتى سهل عليهم الغزو والاستخراب.
ولا يغيب عنا، كذب الغرب الكافر وتزويره.
والمنصفون منهم قليل يعدون عدّاً (وليس بعد الكفر معصية)!
وقد ذكر بعض المؤرخين: أن رحالة بريطانياً زار منطقة في غزة قبل أكثر من مائة عام ووصف أهلها بالكسل، وأنهم ينامون نهاراً، ويسهرون ليلاً.
وأنهم رجموه بالحجارة، وتبين بعد التحقيق أنه زار تلك المنطقة في رمضان والحر شديد مما جعلهم يعملون في الليل!
وأن سبب رجمهم إياه؛ أنهم رأوه مفطرا في رمضان!
وغالب الكتب التي تُدرس في الغرب ومن الغرب عن التاريخ الإسلامي أو الشريعة الإسلامية؛ مزورة وطاعنة، ومتحاملة وواهنة.
وللأسف، انطلت كثيراً من شبهاتهم على بعض المسلمين بل بعض المثقفين منهم، إما جهلاً، أو شراء لذمم بعضهم!
فلذلك؛ كان فيه طامات، وتهم وأكذوبات، وتطاول على رب الأرض والسموات!
وفيه نوع ابتذال في الألفاظ، وإغراءات في الغرام، وإيحاءات في الجنس.
وقد أنصف بعضهم الإسلام والمسلمين، كـ (حضارة العرب)
وكتاب (شمس العرب تسطع على الغرب)
وكتابات المستشرق المسلم: محمد أسد.
مع التنبه إلى بعض مافيها من لوثات عالقة.
وقد وقفت مع الكتاب أربع وقفات:
الأولى: كلامها عن الله تعالى:
-في الكتاب خطر عظيم على الفكر المسلم تجاه ربه سبحانه، فهي تثبت للناس الإيمان بالماديات وأن الله قوة لا تجدي! -أستغفر الله-.
ثم هكذا تقول: أن الطبيب عندما سافر، لجأ الناس لله، وكأنهم قبل لم يكونوا يعلمون هذا!
-ثم ذكرت أن ذاك كان يقرأ القرآن على مرضاه حين العجز عن الدواء.. وتنتهي هذه القصة الماكرة بموت فاطمة والطفل ووو وذلك لأن العناية الإلهية تخلت عنهم، ولم يعد ينفع القرآن، بل الدواء هو الأول والآخر!
-وتقول: ولد الطفل، وصحت الأم، وسعد الناس جميعاً.
وللمرة الأولى لم أعد أسمعهم
يتحدثون عن الله، فالجرّاح إنسان، والذين صنعوا الطائرة رجال!
وهذا مزلق خطر في باب الإيمان بالله والثقة بالله، فمع إيماننا بوجود سبب ومسبب، لكن يبقى في الأول والأخير هو الله مسبب الأسباب المدبر أمر عبيده: "لا يسأل عما يفعل وهم يسألون" فلولاه لما نجحت عملية، ولا تحركت طائرة، فهي أمور تمشي وفق إرادة الله لا أن نجعل لها القدرة الكاملة!
وإلا، كيف عاش الأولون الذين لا يعرفون من هذه العقاقير سوى أمصال ورقى، وأمراضهم أقل من أمراض زماننا المستعصية؟!
اللهم لطفاً.
-وهي لا تعترف بخالقها، بل خالقها هو المسيح!
تحكي أن حب المسيح هو المخلص لها مما تجد؛ لأنه يحب كل مخلوقاته، ويوفر لهم مايحتاجونه "تعالى الله عن ذلك علواً كبيرا"
�
-وهي تسيئ الأدب غاية إلى ربها سبحانه وتعالى، ولا تعترف به، وتصفه بالمؤثر، في كلمات صاخبة ملحدة ملمحاً لها دون ذكر!
وفي هذا تأثير على القارئ بدون شك.
-وتقول:
(وعدت إلى المنزل.. وأنا أشعر بالخجل والعار.. ألأني قد آمنت لحظة بوجود إله؟ أم
لأني لم أسجد له في الحال؟ وحتى اليوم لست أستطيع جواباً)!
فما بال قومي لا يعبهون لذلك، أم هم يعمهون عما هنالك؟
أم أنهم في مأمنٍ مما يقرؤون على عقولهم من الانحراف، وعلى أفكارهم من الانجراف؟!
ولا أظن قائلا يقول هذا؛ (فإن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء)
والإنسان أسير مايقرأ، شاء أم أبى! ومانجده من أفكار منحرفة، أو آراء جريئة لدى البعض إلا نتيجة قراءات شاذة، وهم لا يشعرون!
وهذه من أعظم العقوبات أن تبتلى، ولا تدري سبب بلائك! خصوصاً في الدين، فاللهم سلم.
الوقفة الثانية: كلامها عن الجنس:
-في الكتاب جرأة عجيبة، ووقاحة مريبة من امرأة غربية، تعافس الرجال، وتسافر دون محرم، وتخلو بالشباب، بل ويحاول البعض أن ينال منها -كما تزعم-!
بل تزعم أن عامل زبيد أراد الزواج منها، فاعتذرت إليه بأن لديها مهمة في صنعاء، ولم تذكر له أنها متزوجة، وأن الأديان السماوية، والفطر المستوية تمنع المرأة من تزوج رجلين.
وهذا ليس غريباً على كافرة، ولكن فيه تهوين لبناتنا من هذا الجرم والعهر.
فلنكن منه على علم.
-وهي تنشر الفاحشة بذكرها بعض القصص والأماكن التي تتخذ لهذه الرذائل!
وتذكر -كاذبة- بعض الأماكن لهذه الفواحش، ثم تصف إنكلترا بأنها محتشمة لا تسمح لهم بذلك، فيذهبون إلى .... ليقضوا أربهم!!
-وتحكي أن امرأة خانت زوجها، وأنها كبلت بالحديد.
واكتفى الزوج الديوث! أن يجلس بجوارها!
وهذا هراء يدركه المتفحص في تاريخ المسلمين وفي تلك الحقبة على وجه الخصوص.
-وتحكي كذباً: أن الفقراء الذين لا يملكون نفقة الزواج؛ يقضون حياتهم بطريقتهم الخاصة!
وكأنهم لا دين لهم -مثلها- أو أنهم بمعزل عن المراقبة؟!
-وأن عبده -رفيقها ومترجمها- كان ذا مغامرات عاطفية يقضيها مع بعض الفتيات!
أليس في هذا مايشجع على الرذيلة، ويقود إلى الفضيحة؟!
-وهي لا تجد ثغرة إلا وتحاول اتساعها حتى تدخل فيها من يضل بكلامها ووصفها، فقد ذكرت قاع الناصر وقالت: أنه ملتقى للسكارى، وبائعات الهوى!
-وهي كاذبة في قولها: أن هناك مواخر للفساد، واللقاءات الحميمة، وربما الجنسية! أو اتخاذ عشقاء وعشيقات!!
وأنا هنا لا أنكر وجود شيء من ذلك في أي زمان أومكان، ولكن أن يكون على مرأى ومسمع فذاك مالا يصدق خصوصاً في ذلك الزمان الذي لا تعرف هذه الأخباث.
بل قرأت أن الإمام كان يمنعهم من اتخاذ ملاعب الكرة!
أفيسمح لهم بفتح أماكن للدعارة، وبارات للخمور؟!
ثم كيف لامرأة غربية دسيسة وعلى المسلمين جسيسة -كما صرحت- أن عليها أمور النساء، والمهندس أمور الرجال- خاصة وهي قريبة من الأسرة الحاكمة؛ أن تطلع على هذه الأسرار الذي يقام فيها الحد إذا عرف وأقيمت البينات؟!
إن الأمر لا يخلو من هراء وصخب للتشويش على العفيفات اللاتي يتمتعن بعز الإسلام، وشموخ العفة، وماهنّ -بإذن الله- بمخدوعات.
فقد عرفن حياة الغرب، وكيف تعيش الغربية في مهانة وتعاسة، وعهر وانتكاسة.. وهاهي شهادات الغربيات تعترف بالحرية -الحقيقية ليست المزيفة- للمرأة المسلمة، فهي تعيش في ظل رجل يدافع عنها، ويقوم بشؤونها، ويحميها من كل مايضرها في بدنها أو مالها.
إن المسلمة لا تحسد الغربية كما ذكرت كلودي فايان، بل إنها تغمطها وتحقرها، وتنظر إليها بازدراء؛ إذ جعلت جسدها عرضة لكل لامس، إذا كانت شابة طرية، فإذا هرمت تركت وطرحت ورميت!
�
-وهي تصف المتصفين بالعفة: بحراس الأخلاق المتشددين!
�
-وتزداد وقاحتها حين أن تفُوه أن التجار يحبون أن يروا أفراد عائلتهم في وضع شفاف!
ولا أدري كيف ينطلي هذا السخف على بعض المثقفين؟!
-وهي تحاول مغرية المرأة المسلمة بوقاحتها قائلة:
(وبسرعة خلعت ملابسي كلها، على الطريقة الفرنسية وقلت لنفسي: فلأتمتع بحمامات
الجزيرة العربية)!!!
كيف لقارئ هذا النص أن يحتمل هذه المواقف الفاضحة؟
وكيف للقارئة المهذبة أن تتحمل هذه الجراءة والوقاحة من هذه النصرانية الملحدة؟!
�
-وتتكلم عن بطولاتها وسهراتها مع المهندس الذي أذابت الشعلة المتقدة معهما كل القيود!!
-إنها تثير الغريزة بحديثها وهي في ملابس نومها، والرجال يدخلون عليها دون استحياء أو استئذان!!
-وأنها كواحدة من نسائهم -ومن حسن حظها، أن لباسها لم يكن شفافاً -كما تزعم- وقد تعرت في ذلك المتنزه عند الأمير مطهر! فماذا يكون هذا إلا تصوير وضع حيواني مزر في ذلك الوقت!
-إنها تكثر بل لا تكاد تذكر شاباً أو أميراً إلا وتصفه بالجمال والحيوية والوسامة!
وهذا يبدو طبعياً في بداية الأمر، ولكن أن يتكرر يأخذ مغزى آخر، وتصويراً ماكرا.
فتذكر أن الأمير ع يفيض حرارة!! وأنه عرف فنادق أوربا، وهاهي اليوم تقع فريسة لهذا الوسيم المظلوم!
كم هو العار والخجل أن ينتشر مثل هذا الكتاب الصاخب الذي يحمل براءة الطب، وفي داخله سموم أفاع فاغرة أفواهها نحو الشرف والفضيلة!
إن ماذكرته لو كان في هذا الوقت، وقت التكنولوجيا والتقنية وماتحمله من تغيير للفطِر، وانحراف للقيم؛ لكان غير مصدقٍ أن يعرض رجل فضلاً عن أمير نساءه عاريات لمهندس أجنبي كافر، وهن فرحات مستبشرات!!
إن الطبيبة نصرانية بل ملحدة، فهي لا تتورع أو تستحي أن تقول كل مايشوه الإسلام..
-ولتدرك معي الزيف والمكر، انظر كيف قطعت هذه القصة الجنسية، والقطعة الغرامية؛ لتدخل مباشرة دون تمهيد إلى تعليم الطفل القرآن والدراسة؛ ليشهد لها بالصدق والبراءة!
وهكذا بعض المسلمين كثيراً ماينخدع بمثل هذه الأساليب أو يحب أن يكون مخدوعاً ليصبح مخادِعاً!
إن ماذكرَته من أهوال وأحوال وفضائع، وتصوير متعمد مكشوف مخادع، لا يصدَّق وقوعه في قصور الغرب الكافر!!
إن الأمير -على حد زعمها- إذا أراد ذلك، لا يحتاج لكل هذه المحاولات والإغراءات، وعرض التبادل، وكأن الإذن متعلق بالمهندس!
ولكن هكذا هي سموم الغرب، ولا زال البعض بهم مخدوعا!
الوقفة الثالثة: تنبيهات على قضايا عقدية:
-أشارت إلى أن ذاك النائب ذُبحت له عقيرة استرضاء.
والعقيرة التي أشارت إليه، هو مايسمى بالهجَر، وهو ما يكون فصلاً بين المتهاجرين والمتنازعين؛ وهو محرم لما فيه من ذبح لغير الله، وإن زعم أنه لله فإن فيه تعظيماً للمخلوق بصرف هذه العبادة له، أو تخصيصه بها في مكانه.
�
-وهي تصف الأذان بالصوت العنيد المستبد الصارخ الآمر الموقظ للناس من نومهم!
وفي هذا من القحة مالا يخفى على لبيب!
الوقفة الرابعة: تنبيهات على قضايا اجتماعية واستعمارية:
-تحاول إثبات أن الجامع الكبير مبني على أنقاض كنيسة، وفي هذا تلميح ماكر لأسيادها، بمحاولة الهدم أو إحداث بلبلة، وماهيكل سليمان عنا ببعيد!
وتعيد نفس الكلام في مسجد من مساجد ذمار!
وللفائدة: الجامع الكبير بصنعاء القديمة هو جامع بني في عهد الرسول محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، في السنة السادسة للهجرة وهو أحد أقدم المساجد الإسلامية.
أمر بتوسعته الخليفةالأموي الوليد بن عبد الملك والولاة من بعده. وقد عثر علماء الآثار عام ٢٠٠٦م
بإشراف خبيرة الآثار الفرنسية الدكتورة ماري لين على آثار سراديب وآثار لبناء قديم لا زالت تلك الآثار تحت الدراسة، وقد اكتشف كشف أثري مهم قبل ذلك بسنوات أثناء إزالة الجص من الجدران حيث تم كشف أثري مذهل حيث اكتشف اثني عشر مصحفا قديما أحدها كتب بخط الإمام علي وكذلك أربع آلاف مخطوطة عربية نادرة من صدر الإسلام ومراسلات من العهد الأموي وهذه النفائس محفوظة الآن بمكتبة الجامع.
وهناك مايدل أن هذا الجامع بني على أنقاض قصر غمدان السبئي الذي بناه سام بن نوح، أو يعرب بن قحطان.
وجدير بالذكر أن أبواب الجامع الفولاذية ترجع لقصر غمدان وعليها كتابة بخط المسند.
فأين ماتزعم الكاتبة؟!
-وهي تخطئ حين تقول: واليمنيون يحرصون على الراحة كثيراً..
فالذي نعرفه هو عكس ذلك تماماً، بل هم أشد الشعوب نشاطاً، وأحدهم حركة، فتجد الشيخ الهرم وهو يعمل الأعمال الشاقة رغم إثناء أولاده عن ذلك إلا أنه يرفض الاستراحة.
-وهي تصور الرجل المسلم وهو في جبروت وظلم؛ إذ يأكل أولاً بمفرده ثم يترك الفتات لباقي أسرته وزوجاته!
إن هذا زور وكذب، لا يصدقه اليمنيون والمسلمون أجمع، وهو وإن حصل من أفراد فلا يكونون ميزاناً للجماعة.
بل إن المسلم من أحرص الناس على إكرام أهله، وهو الذي يسمع قول رسوله عليه الصلاة والسلام: (استوصوا بالنساء خيرا) وقوله عليه الصلاة والسلام: (اجتمعوا على طعامكم يبارك لكم فيه) ولا يرتقي هذا الفعل لدرجة الإنسانية.
والذي نعلمه هو أن الغربي لا يأكل مع عائلته بل يأكل بمفرده، بل ربما منع ابنته الشابة من الأكل أو المبيت في بيته؛ لتبحث لها عن صديق وعشيق، ولا داعي للإنكار فهي اعترافاتهم.
-وفيه دعوة إلى محاربة الزواج المبكر، بحكاية مبالغات أن تلك الفتاة تلعب ثم يدعوها الأمير لأنها زوجته، وتلك الأخرى: شريفة ترفض وتهرب حين أن يعرض عليها الزواج، بل تسجن ويوضع في رجلها القيد لرفضها الزواج!
وهذه دعوة فجة يدندن حولها رعاة الأمم -زعموا- حفاظاً على البنت وعلى صحتها، وحرصاً على نضجها!
ثم نقرأ تقريراتهم، أن كثيراً ممن فعلن الرذيلة قبل سن العشرين، بل بعضهن دون الخامسة عشرة!
فسبحان الله، محاربة للحلال، ومعاونة على الحرام؟!
وتنطلي هذه الشبه على بعض المسلمين والمسلمات!
والحق، أن البنت متى ماأطاقت الزواج ورغبت؛ تزوج، دون النظر إلى سنها، فقد تطيق وهي صغيرة، وقد لا تطيق وهي كبيرة!
-وهي وإن كانت أنصفت إلى حد ما تعدد الزواج، وزواج الصغيرات وأنه ليس هناك من ضرر في ذلك، ولكن تعود لتهدم ذلك بأنه يؤثر على حياتها العقلية -كما قدّمت لك-.
-وهي تشير بدهاء ومكر أن قدمها خشنة كأي امرأة عاملة شريفة!
وأن أقدام اليمنيات ناعمات كخد الطفل؛ لأنهن غير عاملات؟!!
وبالتالي هن غير شريفات!
ولا عجب، فالداعرة تدعي الشرف، وهي عنه بمعزل!
وهي تناقض نفسها؛ إذ تذكر أن المرأة تحمل التنكة على رأسها، وتذهب إلى حصد الزروع، وتمتهن الخياطة!
فماهذا التناقض المكشوف؟!
وأقول: المرأة والرجل شريكان في معمل الحياة، فليست هي سلعة -كما تزعم الكاتبة- أو آلة تصنيع! وإذا كانت هي آلة تصنيع، فإن العامل المجهَد هو الرجل!
ولا أدري أيكون النقص للعامل أم للآلة المصنِّعة؟!
بل لولا الرجل لما كانت، والعكس لولاها لما كان الرجل "هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها"
وكما أنال منها اللذة هي بالمقابل تأخذ لذتها ومتعتها، فليس الرجل هو من يتلذذ بالجماع أو الزواج، بل اللذة مشتركة، قال عليه الصلاة والسلام: (حتى تذوق عسيلتها، وتذوق عسيلتك) والتكنية عن الجماع بالعسل؛ لما فيه من لذة عظيمة، ونشوة فائقة بين الذكر والأنثى.
فلماذا التحقير للمرأة ولمزها بهذا الوسم، وهي مفطورة عليه، وكل امرأة كذلك.
سوى أننا نريدها بالحلال، ولرجل واحد من العالمين، وهم يريدونها كلأً مشاعاً بين الذئاب المفترسة!
وهانحن قد رأينا العاملات والمختلطات بالرجال... فماذا كان؟ لم يتغير شيئ..
درست البنت الطب لتكون طبيبة النساء؛ وإذا بنا نرى العكس، المرأة تطب الرجال والرجال يطبون النساء!
فكان ماذا؟
إنني لا أدعو للتجهيل، لكني لا أزعم أن الجامعة أو المدرسة هي المصدر الرئيس لتعلم الفتاة!
إن المساجد الخاصة بتعليم المرأة، قد فاقت كثيراً من الجامعات.
وماذا أبغي أكثر من أن تحفظ أمي أو زوجتي أو ابنتي أو أختي كتاب الله عز وجل -وفيه كل العلوم- زد على ذلك: دراسة الفقه والحساب والأصول وهكذا اللغة والأدب!
هذه هي العلوم التي نحتاجها، وهي التي درسها أسلافنا، وهي التي ندرسها.
فلماذا التهوين من دور النساء المنعزلة عن الرجال، والإشادة بالجامعات المختلطة؟!
وعندما تركنا هذه العلوم، واتجهنا للعلوم العصرية؛ تحكم فينا الأعداء، وصرنا طعمة في أفواههم النجسة!
وتالله، لا عز لنا -نحن المسلمين- إلا بالعودة إلى كتاب ربنا، وسنة نبينا عليه الصلاة والسلام، قال عليه الصلاة والسلام: (إلا سلط الله عليكم ذلاً، لا ينزعه، حتى ترجعوا إلى دينكم)
-ومن خبثها محاولتها لتفضيل المرأة على الرجل، ولا غرابة في ذلك منها، لكن القارئ متلقف، فكم من بنت تقرأ فتخافت نفسها أن الإسلام قد ظلمها!
والإسلام أعطى كلاً خصائص يختص بها دون الجنس الآخر، ولكن جنس الرجال أفضل من جنس النساء، ولا مانع أن أفراداً منهن تفضلن أفراداً من الرجال، وذلك "تنزيل من حكيم حميد"
-استمع إلى دهائها، تقول: (بدأت بالفتى، فالرجل أولاً دائماً ثم أردت أن أمر بالورق على البنات.
يا لها من
فضيحة.. لقد شعر الصبي بالإهانة فرمقني بنظرة قاسية وسحب الورق من يد الفتاة
بازدراء، وهو يقول: إنها بنت.. لا تعرف شيئاً.
واستسلمت الصغيرة في انكسار، وتركت الورقة ولكني رتبت الأمر على الطريقة الأوربية وأعطيت الفتيات دورهن..
*وتهللت أسارير مريم واستبشرت بالانتصارات القادمة للمرأة*)
أي انتصارات للمرأة غير الإسلام الذي أعطاها حقوقها كاملة؟!
إن من الانتصار ماسمعناه وقرأناه في وسائل الإعلام في دولة عربية محافظة، من أن طبيباً ضرب الممرضة حتى سقطت على الأرض، وأخذ بشعرها يضربها ويركلها ووو!
ولا زالت القضية معلقة في المحكمة!
فاللهم سلّم.
كانت هذه أربع قضايا تناولتها في نقدي، ولم آتِ على كل الكتاب، بل ذكرت ماوقع عليه بصري، دون إمعان وإنعام؛ لأثبت للبعض أن الكتاب لا يرتقي لدرجة القراءة، بل هو هذيان وميلان، "ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيماً" ووقت المسلم والمسلمة أغلى من أن يقتل هذه التفاهات.
تنبيه: قال لي البعض: إن الكاتبة قد أنصفت المسلمين واليمنيين، وأثبتت لهم أخلاقهم، ووصمتهم بالطهر والعفاف؟
قلت له: نعم، -ومن هنا كان انبهارك بالكتاب-!
إن الكاتبة فرنسية نصرانية ملحدة جاسوسة على بلاد المسلمين، وهي تكتب هذا الكتاب ليتداول في العالم أجمع، فلم يكن من مصلحتها أن لا تذكر بعض المحاسن التي وزعتها على كتابها، بل كتبت ذلك؛ ليكون مقبولاً لدى أوساط المسلمين، وليشهد لها القارئ أنها منصفة، فإذا كانت كذلك، فإنه بالبديهة يتغاضى عن ماذكرته من فحش وعهر، حتى نخدع في تصديقها، كيف، وهي المنصفة! -وهذا ماكان من البعض-!
وقد نبه الباحث العراقي الأستاذ حميد مجيد هدَّو، عندما كان مدرسا في اليمن، سنة ١٩٧٠، في بحثه الموسوم (نفائس خطية من اليمن) و(مخطوطات صنعاء - مجلة المورد العراقية (٢١٧/٣) ١٩٧٤م، قائلاً: "وهناك طبيبة فرنسية أشك فيها ، حيث أنها تسكن صنعاء منذ سنوات طويلة ، وقد ألفت كتابًا اسمه : #كنت_طبيبة_في_اليمن ، تحدثت فيه عن ذكرياتها في عهد الإمامة ؛ ولكن بواطن الأمور غير ظاهرها !! فقد فهمت من أكثر من شخص مسؤول : أنها تهرب الآثار للمتاحف الأوربية ، وقد كبست سلطات الجمارك في مطار صنعاء على صندوق كبير مملوء بالآثار اليمنية النادرة ، حاولت تهريبه إلى الخارج .. هذا غيض من فيض، مما بلغ مسامعي ،ومما رأته عيني".
فكأنها تقول: إذا كان هذا يثير أهل الإسلام؛ فلأطعم كتابي ببعض الإنصاف (من باب ثرّ الرماد في العيون) والحقيقة التي رأيتها فأحكيها على سجيتها، حتى لا يكون مرذولاً!
وهو مكر لم يتنبه له بعض من نقدني!
وزعم المسكين أن الكاتبة أنصفت اليمنيين أو المسلمين بشكل عام!
ولم يتنبه أنها قد طعنتهم في خاصرتهم بحكايات تظهر للعاقل زيفها وكذبها وخبثها ومكرها، من انفصال عن الخالق وتعلق بالماديات إلى التعري والرذيلة... إلى ممارسة الجنس بتصوير مثير، وتزوير مبير!
هذا وأسأل الله لي وللجميع التوفيق والسداد، والبعد عن الكساد والفساد والإفساد "إن أريد إلا الإصلاح مااستطعت وماتوفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب"
كتبه: وليد بن عبده الوصابي.
١٤٣٨/٢/٢٨