الثلاثاء، 26 يناير 2021

هل فهمنا كلام هذا الجفر اليافع؟!

 


هل فهمنا كلام هذا الجفر اليافع؟!


يقول جلهمة بن عرفطة -وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم، في طفوليته-: خرج أبو طالب معه غلام، كأنه شمس دِجِنّة، تجلت عنه سحابة قتماء، وحوله أغيلمة، فأخذه أبو طالب، فألصق ظهره بالكعبة، ولاذ بأصبعه الغلام، وبصبصت الأغيلمة حوله، وما في السماء قزعة، فأقبل السحاب من ههنا وههنا، وأغدق واغدودق وانفجر له الوادي، وأخصب النادي والبادي!

ينظر (السير: ١/ ٥٥)


قال أبو نعيم -كلأه الكالئ-: هذا طفلهم، فكيف طفلنا اليوم، بل كيف شبابنا، لا بل كيف كهولنا وشيوخنا؟! إن أكثرهم، قد تهجن وتلكن، وشان لهجته بأوشاب وأشواب العلوج، فاللهم حفظاً.


والمصيبة الصابة.. أنه إذا سُمع، من يلهج الفصحى، ويحيي ما اندرس من الجزل.. رأيت من يصمه بالإغراب، ويهمزه بلهزميه، ويغمزه بعينيه، ويغمطه الحق، ويلطه الباطل!


ويزعم، أنها شقشقات كلام، وهذرمة لسان، وجعجعة حنجرة!


ولا يدرى.. كيف يفهم هؤلاء القرآن الكريم، الذي نزل بلسان عربي مبين .. كيف يفهم (تزيلوا - يُعجب الكفار - أغطش - عسعس - الجوار الكنس - سجى - قلى - مخمصة - متجانف - بحيرة - سائبة - وصيلة - حام) ونحوها كثير من ذلك!


ماذا يقال عن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك: حديث أم زرع؟!


ماذا يقال عن كلام الصحابة والتابعين وأسلافهم؟!


يجيب بعضهم: خاطبوا الناس بما يفهمون، وعلى قدر عقولهم!


حسناً، لا بأس بالخطاب الفصيح الصميم، مع التفهيم، حتى لا تستصعب أو تستشنع لغة العرب الصميمة، في يوم من أيام الله -وقد كان وصار-!


ويعجبني، قول بعضهم، وقد قال له قائل: أسألك عن حرف من الغريب؟! فقال: هو كلام القوم، إنما الغريب أنت وأمثالك من الدخلاء فيه.


على كل، لم أرد الإطناب، في تقشير عصا النوكى، إنما هي سانحة داعبتني، في التحشي، على جزالة هذا الصبي، ولهم -أي: الطغام الأغمار، -بإذن الله وعونه- مهيع فسيح، وأفيح وسيع.


وكتب: وليد بن عبده الوصابي.

١٤٤٢/٦/١٣


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق