الاثنين، 20 مارس 2023

نسائم رمضان!

 نسائم رمضان!


اقترب الشهر الفضيل، وآذن بالدخول، وأعطى الإشعار بالقرار والاستقرار؛ لتكون منه القلوب المؤمنة على أهبة الجد والاجتهاد، فتحسن وفادته ورفادته.


إنه الشهر الكريم (ولا بأس، بوصفه بالكريم، وعُد -إن شيت- إلى مقالي: "قول: "رمضان كريم" من التهاني، وليست من المناهي!") الذي يأنس فيه المؤمنون .. يتعبدون .. يخشعون .. يقرؤون .. يصلون .. يصومون.. إنهم يثافنون فيه صنوف العبادة، ويعالجون أشتات الطاعة.


إنه شهر مبارك.. جعله الله غياثاً لقلوب الموحدين، وغوثاً لنفوس العابدين .. إنه سكينة أرواحهم، وطمأنينة نفوسهم، فما أبهاه وأهناه وأنهاه وأسماه وأحلاه وأشهاه!


فيا لله، ما أجمل أيامه، وما أخمل لياليه، وما أعذب ساعات نهاره، الذي ينقطع فيه المؤمن عن سائر الملذات؛ ليكون إلى الله أقرب، وما أشهى ساعات ليله، التي تصطف فيها الأقدام بين يدي الرحيم الرحمن!

فيا رب بلوغا وبلاغا.


إنه شهر القرآن .. شهر العتق من النيران .. شهر تصفد فيه الشياطين؛ ليخلو المسلم فيه بربه، ويسعد بقربه، دون قواطع وموانع.. فها هي الشياطين مغلولة مصفدة، وأبواب الجنان مفتحة على مصاريعها، وأبواب النار مغلقة.. فهلم إلى القرب والتقرب.


إن ابني يقول لي اليوم: هذه أجواء كأنها أجواء رمضان!

حقاً، وكأن هذه ممهدات ومقدمات للنفوس، حتى تستعد له وتسعد به.

فيا سعد من غنمه واغتنمه، ويا بؤس من حرمه ولم يحترمه!


هاته خاطرة خطرت ببالي، فسطرتها على على قرطاسي، وكنت أداعب النوم، أقرأ في كتاب "شهر في دمشق" للأديب عبد الله بن خميس، وقد كانت رحلته في شهر رمضان، قبل ما يقرب من سبعين سنة، فاهتبلتها فرصة؛ لأكتب ما سنح به الفكر المكدود، والخاطر المخطور، لكن، بالله الاعتصام، ومنه العصمة، ولا قوة إلا به.


وكتب: أبو نعيم وليد الوصابي

١٤٤٤/٨/٢٥