الأحد، 3 مايو 2020

عشْرٌ انْقضتْ!

عشْرٌ انْقضتْ!

ها هي عشر ليالٍ: انقضت وخلت، وذهبت وولّت، وسلفت ومرّت، ورحلت ومشت.. من رمضان المبارك الكريم المعظّم- الذي تهفو إليه نفوس المؤمنين، وتأنس به أرواح الصالحين.

يا الله، بالأمس القريب، ونحن نستقبله، ونفرح بقدومه، ونبشّ ونهشّ في وجهه، واليوم ها نحن نودِّع ثلثه الأول!


قالوا: أتى رمضان، ثم مضى * وتكاد تأتي ليلة النحرِ

فعجبت من أمري وأمرهمُ * رمضان يأتي دون أن أدري؟!

أنا لم أغِبْ يوماً عن الدنيا * وكذا -يقيناً- لم يَغِبْ فِكْري
(خالد البيطار)


وحريٌ بنا، والأيام في تسرّع، ويحثنا حادي المسير إلى المرجع.. أن نحاسب أنفسنا، ونخلو بها، مسائلين:
-ماذا فعلنا في هذه العشر الخالية؟
-ما الذي قدمناه من عملٍ صالحٍ نرجوا به رحمة الله؟
-ما العمل الذي خبأناه؛ ليكون زاداً لنا في سفرنا الطويل؟

أسئلة صريحة فصيحة صحيحة، لا مواربة فيها ولا مجاملة، ولا مداجاة أو مداهنة؛ لأن الصلاح والفساد لك وعليك، فأنت العامل والمختبَر، والملائك الكرام هم المراقبون والكاتبون، والله جلّ وعلا، هو: المصحِّح!

فيا من ضيع الأوقات جهلاً * بحرمتها أفق واحذر بوارك

فسوف تفارق اللذات قهراً * ويخلى الموت كرهاً منك دارك

تدارك ما استطعت من الخطايا * بتوبة مخلص واجعل مدارك

على طلب السلام من الجحيم *** فخير ذوي الجرائم من تدارك


فالسفر طويل، والطريق شاق، والعقبة كؤود، والناقد بصير، وأنت الراحل، وصاحب الرحلة!


فجدّ العزم، وشدّ الحزم، وخفف الحِمْل، وأحسن العمل، و"إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا".


وأنت، يا من فرّط فيما سلف، وأهمل في الماضي، (أتبع السيئة الحسنة) والحق الركب، فلا يزالون منك قريباً، ولا زال في الوقت متّسعا، وفي العمر بقية، فإذا ضيعت الماضي، فلا تضيع الحاضر والمستقبل.


هاته كلمات، كتبتها على علاّتها، وبدون ترتيب، أو قصد تركيب، ولم أتكلف فيها لفظة، لتكون سجية تخرج من قلبي إلى قلبي وقلوبكم؛ علّها تصادف قلباً خالياً؛ فتتمكن من الغرس، وتتعاهدها بالرعاية والسقاية، فتنبت لك زرعاً طيباً، تحمده يوم الحصاد.

أخذ الله بيدي وأيديكم لرضاه، وجنبنا مواطن سخطه.
والله المستعان، وعليه التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم.


كتبه: وليد بن عبده الوصابي.
١٤٣٧/٩/١٠
١٤٤١/٩/١٠



#أمالي_رمضانية
#أنابيش_الكنانيش
https://t.me/walidabwnaeem

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق