الاثنين، 8 مارس 2021

تنبيه على وهم في قولٍ وعزو!

 تنبيه على وهم في قولٍ وعزو!


انتشر في أيام كورونا واشتهر، مجموعة من الكتب والآثار والأقوال، عن الأوبئة والطواعين.


ومما وجدته، هذا النقل: "‏والصين أوبأ الأرض، وهي محل الطواعين والأمراض القتّالة، وأهلها يتحرزون من ذلك غاية التحرز"! 

(طبائع البلدان) للموفق البغدادي، (من أهل القرن السابع الهجري)


قال أبو نعيم: عندما رأيت هذا الكلام.. رجعت إلى بحث سريع؛ فلم أجد هذا القول في كتب المظان..

وبحثت عن هذا الكتاب المشار إليه! (طبائع البلدان) للموفق البغدادي؛ فلم أجده.

والذي وجدت له كتاباً، بهذا العنوان (طبائع البلدان) هو أبو معشر البلخي الفلكي، تـ٢٧٢.


ثم رأيت الأستاذ عبد الله الشبراوي، يخبر: أنه يقوم على تحقيقه، لكن العجيب، أن الكتاب، لا يعرف!


لكن، الدكتور محمد كامل جاد، في مقدمة تحقيقه، لكتاب (النصيحتين) تتبع تواليف الموفق، تتبعاً يدل على تعبه في الجمع والتمحيص، ولم يذكره!

والرجل مدير المخطوطات، بمركز جمعة الماجد.

(أفاده الشيخ حيدر جمعة الجزائري)


وسأل الدكتورُ عبد الحكيم الأنيس، الدكتورَ محمد كامل جاد.. عن هذا الكتاب؟ فقال: لم يمر علي.


ثم بحثت عن مدى صحة هذا الكلام.. فوجدت مَن يثبته، ومَن يثبت خلافه!

قال السيرافي: "وبلاد الصين.. أصح وأقل أمراضاً، وأطيب هواء، لا يكاد يُرى بها أعمى، ولا أعور، ولا من به عاهة".

(رحلة السيرافي: ٥١).


وقال لسان الدين ابن الخطيب الغرناطي: "فإن قيل: ما عندكم في أصل هذا الوباء، ومذ كم ظهر في الأرض؟! قلنا: هذا الواقع، ابتدأ بأرض الخِطا(١) والصين، في حدود أربعة وثلاثين وسبع مائة.. حدث بذلك غير واحد، ممن يوثق به من أولي الرحلة و الجولان، كالشيخ القاضي الحاج أبي عبد الله عبد الله بن بطوطة و غيرهم".

(مقنعة السائل من المرض الهائل: ٧٥)


وورد نحو هذا، عن ابن خاتمة، في (تحصيل غرض القاصد)


قلت: ولعل الاختلاف، في هذا.. يعود إلى تعدد الأزمنة والأمكنة، أو غير هذا، فالله أعلم.


وعلى كل؛ من وجد هذا القول معزواً إلى عَلم أو كتاب؛ فليفدني مشكوراً.


وكتب: أبو نعيم وليد الوصابي.

١٤٤١/٧/١٣


ح.......

عن ابن خاتمة، قال: "وبلاد الخِطا، بلسان العجم: هي بلاد الصين".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق