السبت، 27 مارس 2021

ثَوَان.. مع متعلق بالقرآن!

 ثَوَان.. مع متعلق بالقرآن!


وقفت للانتظار، بجانب محل للاتجار، فخرج منه رجل ربعة، نصفة، أبيض اللون، حليق اللحية، يلبس البنطلون!


نظر إلي مبتسماً، فبادلته الابتسام، وباديته الكلام، فتنادمنا، حتى جرّنا الحديث؛ للتحدث عن حال بلادنا الغالية العالية (وكثيراً ما يجر حديث الناس إلى هذا؛ لأنه واقع ممضّ مُرِضّ ممرض!)


أقول: ليس غريباً الحديث عن حال العباد، ووضع البلاد، بل هو المتبادر إلى الذهن، لكن الغريب، مزج الحديث، بذكر الله تعالى، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، بل وعزو ما نعيشه اليوم.. إلى بُعد الناس عن القرآن الكريم!


وكان عجيباً؛ لأن هذه الموعظة، ليست من رجل، ظاهره يشي بذلك، أو يدل على ما هنالك!

ولكن، لا يجوز قطع الحكم، على الظاهر، فالظاهر، قد يغر، فيضر!


فهذا الرجل، عندما فاتشته.. رأيت علامة الإيمان عليه بادية، والثقة بالله إليه منادية!


ومما قال لي: يجب على الناس.. أن يقرؤوا القرآن، وأن يكون لهم، كل يوم، صفحات من كتاب الله تعالى، يتنورون بها، ويهتدون بما فيها!


ثم قال: أنا -الحمد لله- كل يوم، بعد صلاة الفجر.. أقرأ صفحات من القرآن، فأرتاح وأنشرح، وأتعرف على الحلال والحرام، فكل شيء موجود في القرآن!


وقال: لما ابتعدنا عن القرآن الكريم؛ أراد الله أن يؤدبنا، حتى نرجع إليه سبحانه وتعالى.


فيا أيها الدعاة.. رفقاً بالناس، ولا تحكموا على الظواهر، فحسب، بل عاملوا الناس جميعهم، بالرفق واللين، والحب والحدب.


أقول هذا؛ لأنه يوجد من بعض مَن لبس زي الدعاة -ولا يمثل إلا نفسه الأفِنة-.. مَن ينظر إلى حالق اللحية، أو المسبل ونحوهما، نظرة نقص وبخس، وهذا مناف لأخلاق الرسول الكريم، عليه الصلاة والتسليم.


ويا أيها الناس.. عودوا إلى كتاب ربكم، وسنة نبيكم صلى الله عليه وسلم: قراءة، وتدبراً، وتفسيراً، وشرحاً، واستفساراً.. تبهجون أنفسكم، وتشرحون صدوركم، وتنوّرون قلوبكم.


وسلام السلام عليكم.


وكتب: أبو نعيم وليد الوصابي.

١٤٤٢/٨/١٥

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق