رحيل المعمر الصالح: ثابت جمال مجمل!
"إنا لله وإنا إليه راجعون" (إن لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى).
وصلني الآن، نبأ وفاة الوالد الكريم، والعم الفاضل: ثابت جمال مجمّل.
فأسأل الله أن يرحمه رحمة واسعة، ويسكنه الجنات الشاسعة..
وقد عرفت هذا الرجل المبارك، وهو مسابق إلى الخيرات، مشمر على الطاعات، رغم كبر سنه، إلا، أنه لا يتوانى عن السباق واللحاق بالصف الأول في الصلاة، ومكابدة الصيام، والحرص على عبادة الملك العلام.
العم ثابت، صاحب ابتسامة براقة، ووجه مشرق، ولحية كثيفة، يزينها وقار الشيب، مع طول قامة، وعراضة جسد، استعمله في طاعة ربه ومولاه.
العم ثابت، كان لا يلقاني إلا سلّم وهش وبش، وسأل عن حالي وعن أهلي ووالدي، ولا زلت أذكر قبضة كفه الضخم على كفي الصغير، برفق ورحمة، ولا يكاد يترك يده من يدي!
أحسب، أن العم ثابت، كان مخموم القلب، عف اللسان، ليس في قلبه شحناء ولا بغضاء، ولا أعرف عنه خصومة ولا شكاية.
كان العم ثابت -رحمه الله- باراً بوالدته، حتى عرف عنه ذلك، حتى وافاها الأجل المحتوم -رحمها الله-.
كان -غفر الله له- يحب زيارة أصحابه ورفقائه وإخوانه، ويأنس بلقائهم، ويستعذب حديثهم.
آخر مرة، زرت فيها هذا الوالد الكبير.. قبل أشهر، في مدينة جدة، وكان قد أصيب بأمراض وأوصاب، إلا أني كما عهدته: ذاكراً شاكراً، حامداً مصلياً.
وكان يتوق، أن يعود إلى بلدته الحبيبة، ولكن: دون ذلك أهوال، -صرف عنا ذو الجلال، الأهوال وسوء الأحوال-.
وقد جاء عند النسائي، وحسنه الألباني، عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الرجل إذا مات بغير مولده، قِيس بين مولده إلى منقطع أثره في الجنة).
فنرجوا الرحيم الرحمن، أن يحقق له، هذه البشارة العظيمة، والجائزة الفخيمة، إن ربي على كل شيء قدير.
وعزائي لأولاده الكرام، وأقربائه، وأهله، ومحبيه، وأسأل الله أن يربط على قلوبهم، ويلهمهم الصبر والسلوان.
وكتب: أبو نعيم وليد الوصابي.
١٤٤١/١١/٩
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق