بلغني يوم الأربعاء ١٤٤١/١٠/١١، وفاة العم الشيخ الفاضل المعمر قاسم حمراء المريدي: رجل كبير في السن، منور الوجه، لا يستطيع المشي، منذ سنوات مقعد في بيته، تعلو وجهه مهابة فطرية، وتكسوه لحية بيضاء، وقسماته، تشع جمالاً ووسامة.
وقد كان كبير القرية، وإليه المرجع في فصل الخصومة، وفض النزاع، بدون كثير كلام، أو رفع صوت، أو لسع سوط!
وقد كان يحبه أهل القرية جميعاً، ويزورونه كل جمعة، وقد زرته في جمعة كنت هناك، فاستأنست وأنست.
كان أول خطيب للجمعة في تلك القرية المباركة، التي لطالما نزلت بها رحلي، فشعرت وكأني بين أهلي، بل وشارك في تأسيس مسجد القرية!
وهو رجل سهل الحياة، فلم يكن يحب الدَّين، وقد مات وليس لأحد عليه شيئاً، فاعجب!
كان يحب أهل العلم، ويستمع لفتاويهم، ولا يكاد يفارق مسمّعه (الراديو) أذنه؛ ليأنس بأهل العلم وفتاويهم!
ابتلي بكسر رجله منذ سنوات عديدة، لعلها وصلت العشر، ولم يظهر -كما أخبرت- شكاة أو تبرماً، بل كان مجتهداً في تلاوة القرآن الكريم، وقد ختم في مرضه، نحواً مائة ختمة!
وقبل موته، جمع أهله وأولاده، ونظر إليهم، ثم تشهد، واضطجع على فراشه، وعرق جبينه..
وكان هذا آخر العهد به، فما أجملها من خاتمة!
وكان قد خلف ذرية كبيرة: أولاداً وبناتاً، وأحفاداً وأسباطاً -حفظها الله- على عدد سني عمره، أحد عشر نفساً!
رحمه الله رحمة الأبرا، وأسكنه جنات تجري تحتها الأنهار، وأحسن الله عزاء أولاده الفضلاء، وأبنائه النبلاء، وعلى رأسهم، الشيخ المتفنن أبو مالك درويش بن قاسم المريدي، وجميع أهله وذويه ومحبيه.
وكتب: أبو نعيم وليد الوصابي.
١٤٤١/١٠/١٧
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق