الاثنين، 15 يونيو 2020

رحيل المقرئ الكبير عبد الفتاح مدكور!

 رحيل المقرئ الكبير عبد الفتاح مدكور!
 
#وفاة_علم
توفي اليوم، الإثنين ١٤٤١/١٠/٢٣، مجيزنا العلامة المقرئ الكبير المعمر: عبد الفتاح مدكور محمد بيومي، عن عمر يناهز التسعين عاماً، قضاها، في العلم والتعليم، والدرس والتفهيم، والقراءة والإقراء، والسماع والإسماع.

ولد الشيخ -بل الله ثراه- في قرية أبو النمرس، بمحافظة الجيزة، ٢٨ أغسطس ١٩٣٢م. 

وقد كان والده، لا يعيش له ولد، فنصحه الشيخ قطب سليمان، أن يدعو الله، أن يرزقه الولد، وينذره لله، وحِفظ قرآنه، فاستجاب الله دعاءه، فكتب له الحياة. 

بدأ حفظ القرآن، في السادسة من عمره، وأتمه في الحادية عشرة من عمره..

رباه والده على حب القرآن، وكذلك عمه إبراهيم مدكور، ودرس عنده في صغره، وكانا يشجعانه على ذلك ويرغبانه، ويمنيانه بأن يصير شيخاً وقارئا. 

هنيئاً مريئاً، والداك عليهما *** ملابس أنوار من التاج والحُلا

فما ظنكم بالنجل عند جزائه *** أولئك أهل الله، والصفوة الملا

ويعدّ الفقيد.. آخر تلاميذ العلامة المقرئ علي الضباع -رحمه الله-، الذي كان شيخاً لمعهد القراءات، ثم شيخاً للمقارئ المصرية.
ولم يكتفِ به، بل تتلمذ على غيره، منهم:
الشيخ عثمان بن سليمان مراد، والشيخ عبد الباسط هاشم، والشيخ عامر السيد عثمان، شيخ المقارئ الأسبق، والشيخ عبد الفتاح القاضي وغيرهم من أهل القرآن والقراءات والإقراء.

والفقيد -سقى الله جدثه-، شديد العناية بالقرآن، وكل ما يتصل بالقرآن، فعلى طعنه في السن، وتعجم لسانه، وهذرمة حروفه؛ للكبر والضعف.. مع هذا، إلا أنك لا تخطئه، وهو يستشهد بأبيات "الشاطبية" وغيرها، مما يدل على الاحتشاد والاحتفال، وجودة الحفظ في الصغر والاهتبال.

ولتميزه ونبوغه.. فقد أرسله الشيخ محمد متولي الشعراوي -رحمه الله-، إلى أمريكا؛ لتعليم القرآن، واللغة العربية. 

والفقيد.. يحب الشباب، ويدعو لهم، ويؤمل فيهم الخير والمجد؛ متأثراً بتربية والده وعمه له، ويوصي بالرفق بهم، والإحسان إليهم، وعدم إسماعهم، ما يكرهون من كلمات نابية، وعبارات قاسية.
بل يذكر، أنه يحب الشباب، ويحبونه؛ لأنه يعتني بهم، ويحسن إليهم، ويدنو منهم.

رحم الله الشيخ الجليل، رحمة واسعة، وأسكنه الجنات الشاسعة، وجزاه كفاء ما علِم وعلّم، ووجّه وربّى، وأسمع وسمّع، وقرَأ وأقرأ.

وبعد، فهذه ومضات ولمضات، من جميل سيرته، وجليل مسيرته، وقد أخذت هاته الترجمة، من فِيّ الشيخ، عن طريق بعض اللقاءات معه.
والحمد لله رب العالمين.

وكتب: أبو نعيم وليد الوصابي.
١٤٤١/١٠/٢٣

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق