السبت، 29 مايو 2021

فقيدٌ لا أعرفه!

فقيد لا أعرفه!

رأيت وسائل التواصل الاجتماعي يضج بخبر رجل ويعج، قالوا في تحليته: الشيخ الحافظ: حسن الغراب.

ولم أرهم يمدحونه بحفظه وعلمه فحسب، بل أكثر المادحين له هو: سماحة نفسه، ودماثة خلقه، ورقة أسلوبه، وبسط يده، ورفقه بمن حوله، وكرمه لمن عرفه ونحوها من الصفات الكثار للكبار.

ثم رأيت صورة وجهه؛ فقرأت فيه: الوداعة، والنفاعة، والسماحة، والبشاشة، والطيبة والبشر..

حزنت على موته، وتمنيت لو أني عرفت هذه القامة العامة، الذي افتقدنا مَن حاز هذه الصفات العالية؛ فتأسفته وأكبرته..


استرجعت ربي سبحانه، وترحمت على فقيدنا المجهول المعلوم؛ مجهول لبعض خلق الله، ولكنه معلوم لدى الله جل في علاه.


وأهتبلها فرصة؛ لأشدّ على يدي ويد إخواني؛ على التحلي بصفات الكمال، وشيات الجمال، وسمات الجلال.. فلعمر الحق؛ لا يفيد علم بلا عمل:

لا تحسبنّ العلم ينفع وحده *** ما لَم يتوج ربه بخلاقِ

ما ينفع طلب العلم؛ وهو مع نفسه في حروب، ومع أهله في ندوب، ومع أولاده في غروب، ومع العالمين في هروب!

ما ينفع طلب العلم؛ وهو شرس الخلق، ضيق العطن، بذيء اللسان، لئيم الطبع، سباب صخاب نهاب لعاب ونحوها من صفات القحة والخسة -عياذاً بالله أن أكونها أو تكونوها- فهي صفات أهل النار، وبئس القرار.

رحمك الله أخي حسن، وبلّ ثراك الرحمات، وسقى جدثك الغفرات.

وسلام الله عليك يوم ولدت ويوم مت، ويوم تبعث يوم الدين.

وعزائي لأهله وأولاده ووالده ووالدته وإخوانه وأخواته وأقربائه ومشايخه وطلابه وزملائه ومحبيه.


محبك: وليد أبو نعيم.

١٤٤٠/٩/٢٤



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق