الخميس، 23 أبريل 2020

ماذا يقول الإنسان عند دخول رمضان؟

ماذا يقول الإنسان عند دخول رمضان؟


اعتاد بعض الناس؛ أن يخصّوا شهر رمضان بشيء من خصائص الأدعية أو الأذكار؛ تعظيماً وتمييزاً له، عن غيره من شهور العام.

وبعض ذلك: مما ورد في الشرع الحنيف، والبعض الآخر: مما لم يرد في آية أو حديث.

وأنا ذاكر لك، بعض ما وقفت عليه من الأحاديث المرفوعة، والآثار الموقوفة أو المقطوعة، وفيها الصحيح والضعيف؛ وذلك لأن هذا من باب الفضائل، وهو مندرج تحت أصل ثابت، ثم إنها بمجموعها، تعتضد وتعتمد.


وقد جاءت روايات كثيرة، هاك بعض ما وقفت عليه:
عن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان إذا رأى الهلال قال: (اللهم أهلّه علينا باليمن والإيمان، والسلامة والإسلام ربي وربك الله).
رواه الترمذي، برقم: (٣٤٥١)، وصححه الألباني في (صحيح سنن الترمذي) وينظر: (سلسلة الأحاديث الصحيحة، برقم: ١٨١٦)

وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا رأى الهلال قال: (الله أكبر، اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام، والتوفيق لما تحب ربنا وترضى، ربنا وربك الله).
رواه الدارمي: ١/ ٣٢٦)، وصححه الألباني في (صحيح الكلم الطيب: ٩٠)، وينظر: (سلسلة الأحاديث الصحيحة، رقم: ١٨١٦)

وعن أبي حرملة قال: (خرجت مع سعيد بن المسيب، وهو آخذ بيدي، فرفعت رأسي؛ فإذا أنا بالهلال، فقلت: الهلال يا أبا محمد؟ فرفع رأسه، فقال: آمنت بالذي خلقك فسواك فعدلك، ثم قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول هذا).
رواه أبو داوود في (المراسيل، رقم: ٢٦)

وعن سعيد بن المسيب، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم، إذا رأى الهلال قال: (آمنت بالذي خلقك فسواك فعدلك).
رواه معمر، في (الجامع: ٢٠٣٣٩) وعبد الرزاق، في (المصنف: ٧٣٥١).

وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعلمنا هؤلاء الكلمات، إذا جاء رمضان: (اللهم سلِّمني لرمضان، وسلِّم رمضان لي، وسلِّمه لي متقبلا).
رواه الطبراني، في (الدعاء: ٩١٢) والديلمي، وسنده حسن.
ينظر: (كنز العمال، رقم: ٢٤٢٧٧)

وجاء عن يحيى بن أبي كثير، أنه كان يدعو حضرة شهر رمضان: (اللهم سلِّمني لرمضان، وسلِّم لي رمضان، وتسلَّمه مني متقبلا).
رواه أبو نعيم، في (حلية الأولياء: ٣/ ٦٩)

وجاء عن مكحول، أنه كان يقول إذا دخل رمضان: (اللهم سلِّمني لرمضان، وسلِّم رمضان لي، وتسلَّمه مني متقبلا). رواه الطبراني، في (الدعاء: ٩١٣)

وجاء عن ابن عمر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ إذا استهلَّ شهر رمضان؛ استقبله بوجهه، ثم يقول: (اللهم أهلَّه علينا بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام، والعافية المجللة، ودفاع الأسقام، والعون على الصلاة، والصيام، وتلاوة القرآن، اللهم سلِّمنا لرمضان، وسلِّمه لنا، وسلِّمه منا، حتى ينقضي وقد غفرت لنا، ورحمتنا، وعفوت عنا).
رواه ابن أبي الدنيا، في (فضائل رمضان: ٤٦) وابن عساكر، في (تاريخ دمشق: ٥١/ ١٨٦)

وجاء عن عبد العزيز بن أبي رواد قال: (كان المسلمون يدعون عند حضرة شهر رمضان: اللهم أظلَّ شهر رمضان وحضر؛ فسلِّمه لي، وسلِّمني فيه، وتسلَّمه مني، اللهم ارزقني صيامه وقيامه صبراً واحتساباً، وارزقني فيه الجد والاجتهاد والقوة والنشاط، وأعذني فيه من السآمة والفترة والكسل والنعاس، ووفقني فيه لليلة القدر، واجعلها خيراً لي من ألف شهر).
رواه الطبراني في (الدعاء، رقم: ٩١٤)

وعن أبي عقيل عن جده عبد الله بن هشام رضي الله عنه قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، يتعلمون هذا الدعاء، كما يتعلمون القرآن، إذا دخل الشهر أو السنة: (اللهم أدخله علينا بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام، وجوار من الشيطان، ورضوان من الرحمن).
ينظر: (معجم الصحابة: ٣/ ٥٤٣) للبغوي، و(الترغيب والترهيب: ٢/ ١٢٨) لقوام السنة.

وصححه الحافظ ابن حجر، في (الإصابة: ٤/ ٢١٨) في ترجمة عبد الله بن هشام، قال بعد ذكره الحديث: "وهذا موقوف على شرط الصحيح".

قلت: وهذا إن كان موقوفاً، إلا أنه في حكم المرفوع؛ لفعل الصحابة له، أو أكثرهم، وإقرار النبي صلى الله عليه وسلم لهم، ولم ينكر عليهم.

وعن قتادة، أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان إذا رأى الهلال؛ كبر ثلاثاً، ثم هلل كثيراً، ثم قال: هلال خير ورشد ثلاثاً، ثم قال: آمنت بالذي خلقك ثلاثاً، ثم يقول: الحمد لله الذي ذهب بشهر كذا وكذا، وجاء بشهر كذا وكذا).
رواه عبد الرزاق، في (الجامع: ٢٠٣٣٨)

وجاء عن قتادة، بلفظ: أنه بلغه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان إذا رأى الهلال، قال: (هلال خير ورشد، آمنت بالذي خلقك، ثلاث مرات، ثم يقول: الحمد لله الذي ذهب بشهر كذا، وجاء بشهر كذا)
رواه أبو داوود، رقم: ٥٠٩٢) و (المراسيل، رقم: ٥٢٧) وقال: روي متصلاً، ولا يصح.
وضعفه الألباني، في (ضعيف أبو داوود: ٥٠٩٢)

وقال محققو سنن أبي داوود: "حديث حسن لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات لكنه مرسل. وهو عند المصنف في (المراسيل: ٥٢٧).
وأخرجه عبد الرزاق (٧٣٥٣)، ومن طريقه أخرجه البغوي في (شرح السنة: ١٣٣٦) عن معمر قال: عن قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان إذا رأى الهلال، كبر ثلاثاً، ثم قال: هلال خير ورشد، ثلاثاً، ثم قال: آمنت بالذي خلقك، ثلاثاً، ثم يقول: الحمد لله الذي ذهب بشهر كذا وكذا، وجاء بشهر كذا وكذا.
وله شاهد من حديث رافع بن خديج عند الطبراني برقم (٤٤٠٩) قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا رأى الهلال قال: (هلال خير ورشد، اللهم إني أسألك من خير هذا الشهر وخير القدر، وأعوذ بك من شره) ثلاث مرات. وإسناده ضعيف.
وعن عبادة بن الصامت عند أحمد (٢٢٧٩١) وسنده ضعيف.
وفي الباب عن طلحة بن عبيد الله عند أحمد (١٣٩٧)، والترمذي (٣٧٥٣)، والدارمي (١٦٨٨). وقال الترمذي: حديث حسن غريب. ولفظه: كان إذا رأى الهلال قال: (اللهم أهله علينا باليمن والإيمان، والسلامة والإسلام- ربي وربك الله)
وله شاهد يصح به من حديث ابن عمر عند ابن حبان (٨٨٨)، والدارمي (١٦٨٧).
ينظر: (سنن أبي داوود: ٧/ ٤٢٣)


وقال محمد بن نصر المروزي: "قال الجريري: (كانوا إذا حضر شهر رمضان؛ يقولون: اللهم سلِّمنا لرمضان، وسلِّم رمضان لنا، وسلِّم منا شهر رمضان، وتقبله منا)".
(مختصر قيام الليل وقيام رمضان وكتاب الوتر: ٢٣٥).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية -بعد ذكره مجموعة أحاديث في الموضوع-: "فإذا جمع بين هذا كله؛ كبر ثلاثاً، ثم هلل ثلاثاً، ثم قال: هلال خير ورشد، ثلاثاً، ثم قال: آمنت بالذي خلقك فسواك فعدلك، ثلاثاً، ثم قال: الحمد لله الذي جاء بشهر كذا، وذهب بشهر كذا، اللهم أهله علينا باليمن والإيمان، والسلامة والإسلام).
(شرح العمدة: ٣/ ١٧)

قلت: وإن زاد في جمعه: (اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام، والتوفيق لما تحب ربنا وترضى، ربنا وربك الله.
اللهم سلِّمنا لرمضان، وسلِّم رمضان لنا، وسلِّم منا شهر رمضان، وتقبله منا.
اللهم أدخله علينا بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام، وجوارٍ من الشيطان، ورضوانٍ من الرحمن)

والله تعالى أعلى وأعلم، وأولى وأكرم، وأعز وأحكم.


أبو نعيم،
وليد بن عبده الوصابي.
١٤٣٧/٩/١
١٤٤١/٨/٢٩

هناك 3 تعليقات:

  1. ابو نعيم اذا كنت ترسل هذه المعلومات على الواتس فضم رقمي في المرسل إليهم لاستفيد جزاك الله خيرا

    ردحذف
  2. للأسف، يا حبيب، لا أرسلها إلا في قناتي بالتلجرام #أنابيش_الكنانيش أو أضعها في حالات الوتس!
    بوركت.

    ردحذف