الأربعاء، 11 مايو 2022

نحاسة ونجاسة!

 


نحاسة ونجاسة!


يا للتعاسة والرجاسة والنحاسة والنجاسة، من بعض الرخصاء الرخيصين المترخصين، الذين يظنون دين الله كلأ بخيساً، ويخالونه مرتعاً رخيصاً، لكل والغ وناعق وناعب وناهق ونابح وزاعق!


حسروا وخسروا وقسروا وقصروا.. فإنه لا خوف ولا مخافة.. على الإسلام؛ لأن الله تكفل بحفظه، "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون".

وعن تميم الداري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مَدَرٍ ولا وَبَرٍ إلا أدخله الله هذا الدين، بِعِز عزيز أو بذُلِّ ذليل، عِزاً يُعِز الله به الإسلام، وذلاً يذل الله به الكفر).

رواه أحمد وغيره. وقال الألباني في (تحذير الساجد: ١٥٨): "على شرط مسلم، وله شاهد على شرط مسلم أيضاً".


وكان تميم الداري يقول: قد عرفت ذلك في أهل بيتي، لقد أصاب مَن أسلم منهم؛ الخير والشرف والعز، ولقد أصاب من كان منهم كافراً؛ الذل والصَّغار والجزية.


وعن المقداد بن الأسود رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لا يبقى على ظهر الأرض بيت مَدَرٍ، ولا وَبَرٍ، إلا أدخله الله كلمة الإسلام، بعز عزيزٍ، أو ذل ذليلٍ، إما يعزهم الله، فيجعلهم من أهلها، أو يذلهم، فيدينون لها).

رواه أحمد وغيره. وصححه الوادعي في (الصحيح المسند، رقم: ١١٥٩)


فالإسلام قادم، والمسلمون قادمون، ونحن نرى -بحمد الله- عودة الناس إلى ربهم ودينهم ونبيهم وفطرتهم وغيرتهم، فالمساجد ملأى بالمصلين القانتين الذاكرين- من الشبان والشيبان، والحجاب عاد بقوة، بل حتى الجلباب الذي لم تكن تكد تراه، "فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين"


دعهم يعضوا على صم الحصى كمداً *** من مات من غيظه، عندي له كفنُ!


ولكن، الخوف والألم.. على هؤلاء الحمقى النوكى، وأتباعهم الهوام الطغام- من غضب الله ومقته، وشديد عقابه وسخطه، "فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم" "واتقوا فتنة لا تصيبين الذين ظلموا منكم خاصة" "ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا"



ويا إخوتي.. كل شيء يهون، سوى دين الله تعالى .. كل غال يرخص، حشا الإسلام .. كل عزيز يسقط، خلا الحرمات.. إنها رأس المال .. إنها البقية الباقية .. إنها الغاية التي لا غاية بعدها .. إنها السلامة التي لا يعدلها شيء.


فسلّموا لأمر ربكم؛ تسلموا وتغنموا، واحفظوا رؤوس أموالكم "لا تظلمون ولا تُظلمون" "ومن عاد فينتقم الله منه والله عزيز ذو انتقام" "ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين"



ويأيها الناس.. لا تسمعوا للاغين الناعقين، ولا تقرؤوا للنافقين المنافقين؛ فإنهم -ورب البنية-.. أحقر وأقذر.. من ضياع دقيقة في قراءتهم أو سماعهم.. إنهم سامجون .. سامدون .. ساقطون .. نافقون .. منافقون .. موتورون .. مسجورون .. مصدورون .. مكبوتون .. منكوتون .. مقطوعون .. مبضوعون..


وعجبي.. أن يوجد من ينشد الرفق، ويرفع راية السلام، ويدّعي الإسلام؛ من يدفع ويدافع عن كلب نابح والغ، في عرض الإسلام وحماه!


سيأتي الآن، بعض (من لا أصفه).. من يقول: نزّه ألفاظك.. كيف تصف الإنسان بالحيوان، بل بأحطها وأخسها، وهو الكلب؟!


أقول له: كفّ عني جشاءك، واكففْ عني هراءك.. فإن ميزانك باخس مبخوس، فأنت مطفف، و"ويل للمطففين".


لم يتمعر وجهك، ولم يحم أنفك.. من نيل أشيمط أحيمر كأنه وحْرة.. في ذات الله تعالى، وخوضه في عظمة الإسلام، وهدره ومذره وقذره وزفره، في الأعراض.. ثم تنتفخ أوداجك، وتتورم أشداقك، حين أن نرد البغي والبهتان؟!

"ما لكم كيف تحكمون" "وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان"



إن الولِغ الواقع، في دين الله تعالى، والمَحِق الراتع في حرمات الله عز وجل.. لهو أحط من الحيوان وأسقط، "ولقد ذرأنا لجهنم كثيراً من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون" "أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلاً" "فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا"!


(اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك) (اللهم يا ولي الإسلام وأهله، مسكنا بالإسلام حتى نلقاك به)


هذا بلاغ لكم والبعث موعدنا *** وعند ذي العرش، يدري الناس ما الخبرُ!


وإلى لقاء تحت ظل عدالة *** قدسية الأحكام والميزانِ



وكتب: أبو نعيم وليد الوصابي

١٤٤٣/١٠/١٠


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق