الاثنين، 10 يناير 2022

كـسـر الأكــواب!

 

كـسـر الأكــواب!


جاء ابن جاري وصديقي، إلى أولادي؛ كي يقرؤوا ويلعبوا -واللعب للصغار، لازم-!


بينا هم في لعبهم وشغبهم؛ إذ تدحرج ابن الصديق، فانكسرت الأكواب!


فزع الغلام وهلع، ووجف فؤاده، وامتقع لونه، وصوّب نظره نحوي، خجلاً خائفاً، دون أن ينبس ببنت شفة!


ابتسمت له، وقلت له: لا تخف .. لا عليك يا ولدي.

ذهب -إن شاء الله- الشر!


عادت إليه البسمة، وعادوا أيضاً -هو وأولادي- إلى مزحهم ومرحهم!

وأخذوا يلقطون معي شعب الزجاج! و(إن الزجاجة كسرها لا يشعب)


طلبت منهم أن يكفوا؛ لئلا يجرحوا أيديهم، بكِسر من الزجاج لا ترى.


عادوا إلى لهوهم، وكأن شيئاً لم يحصل -وبالفعل، فما حصل كان هيناً-!


والذي أثار انتباهي.. ما قاله الصغير: لو كان أبي، كان ضربني، الحمد لله، أنه مش موجود!


ابتسمت، ولم أستطع التعليق حينها بشيء!


لكني أحببت، أن أسطر هذه الأسطر، وأعلّق: بأنه يجب الرفق بالأولاد، والإحسان إليهم، وإذا حصل منهم ما ينكر ويكدر.. فلا يوبخون أو يهانون، ولكن يكتفى بعد ذلك: بالكلمة الطيبة، والتوجيه الحسن، مع الابتسامة الحانية، والربت على الكتف.


أما الصراخ والصياح؛ فلا يفيد سوى ضر النفس، والضرر بالولد، زد على ذلك: نشوء عقدة معقّدة، واستمرار الخوف وزيادته، وفقد الثقة بالنفس، بل ربما أضر به ضرراً بالغاً، إما في الحال أو المآل.


ولا أنسى، قصة تِربي ولِدتي "محمد الغزالي" -رحمه الله-؛ حين رفع والده عصاه؛ ليضربه، فلم يحتمل، وطغى عليه الخوف، ولم يمهله؛ فشهق شهقة، كان بعدها حتفه!


وقد توفي ولم يخنق العاشرة بعد، وربما خنقها، لكنها خنقته!


وكم حزنت وشجنت؛ لفراقه.. فقد كان زميلي في الدراسة والخطابة،

ولكني -حقيقة- كنت أجهل المعنى الحقيقي للموت!


الشاهد: يجب على الآباء حسن التعامل؛ فإنه قرين التكامل، ومداومة التقويم، وتكرار التقييم: برفق ولين ورحمة وحكمة، مع الدعاء بالتوفيق والصلاح؛ فثَمّ الحسن والأحسن.


"ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة عين" "رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء".



وكتب: أبو نعيم وليد الوصابي

١٤٤٣/٦/٦





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق