السبت، 17 يوليو 2021

شكراً على السلام!

شكراً على السلام!

رأيته يمشي مكبّاً على وجهه، لا يلوي على شيء، (قد سئم تكاليف الحياة) ومَللها ومِللها، وخللها وعللها، وعنتها وعنائها، فهو قد بلغ السبعين أو ما حولها، ولم يتزوج بعد!


أتيته مسلّماً، فرد السلام بأحسن، وسأل كل منا عن الآخر وعن أحواله، وعن هذه الحياة الكليفة وتكاليفها المكلفة!

ثم قال لي: (شكراً على السلام)! تعجبت جداً من هذه الكلمة.. أوَصَلنا في هذه الأيام، أن نشكر بعضنا على السلام؟!


كأني بهذا الشيخ الخلي، وقد صار وحيداً فريداً، وافتقد كل قرب وقريب وقرابة، حتى السلام، افتقده!


سبحان الله، آلسلام، يبخل به، وفيه أجر وفضل، و(الله هو السلام)؟!

أي جهد في إلقائه  .. وأي عناء في إبدائه؟!

ليس هناك أي جهد أو جهاد في إفشائه، ولكن: القلوب قد ضاقت، والصدور قد حرجت، فعجزت وتعاجزت!


فيا أيها الناس: (أفشوا السلام بينكم) "وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها".


وحقيقة، تشعر بالأمان، وتحس بالمحبة، تجاه من ألقى إليك السلام، كيف لا، وهو يلقي إليك السلم والسلام والسلامة، ويدعو لك بذلك؟!


بل إن في السلام، علوّاً لصاحبه.. عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أفشوا السلام؛ كي تعلوا).

رواه الطبراني.


قال المناوي، في (الفيض: ٢/ ٣٠): "أي: يرتفع شأنكم؛ فإنكم إذا أفشيتموه، تحاببتم، فاجتمعت كلمتكم، فقهرتم عدوكم وعلوتم عليه. وأراد الرفعة عند الله".


فاعجب، ممن زهد عن العلو والرفعة، في الدنيا والآخرة!


والمسلِّم؛ أولى الناس بالله تعالى.. عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن أَوْلى الناس بالله، مَن بدأهم بالسلام).

رواه أبو داود والترمذي.


قال في (عون المعبود: ١٤/ ٧٠): "قال الطيبي: أي: أقرب الناس من المتلاقيين إلى رحمة الله، مَن بدأ بالسلام"!


فاعجب، إلى المُتوانين عن هاته الفضيلة الجليلة!


فسلِّموا على أنفسكم، وعلى أهليكم، وعلى غيركم "تحية من عند الله مباركة طيبة".. تسلموا وتغنموا وتنعموا.

وسلام السلام عليكم.



وكتب: وليد أبو نعيم.

١٤٤٢/١٢/٦


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق