الأحد، 4 سبتمبر 2022

قال لي ولدي! (٣)

 


قال لي ولدي! (٣)


كنت في حديث مع أهلي وولدي، في أمور العبادة والطاعة، والرزق والمعيشة..


هرع ولدي، يقول: بابا، نريد أن نعتمر، ونقبّل الحجر الأسود، لعل الله يستجيب لنا؟!


فرحت بتعلقه بالعبادة، وحبه للطاعة، وعجبت من شفقته على الرزق!


فقلت: نعم، صدقت، فما أعظم الاعتمار، والافتقار للواحد القهار، والعمرة محتوية على أذكار وأدعية، وأقوال وأفعال وأحوال، وطاعات وقربات، مع ما يصحبها من تطامن وإخبات، ولا شك، أن ذلك، مظنة الإجابة، لا سيما عند الملتزم، وهو: ما بين باب الكعبة والحجر الأسود.


وأما الحجر الأسود.. فيشرع التكبير عند استلامه، وتقبيله، وإن لم يستطاع؛ فتكفي الإشارة إليه!


ويسنّ عند استلامه، قول: (بسم الله، والله أكبر، وإن زاد: اللهم إيماناً بك، وتصديقاً بكتابك، ووفاء بعهدك، واتباعاً لسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم)



وأما الرزق، وما أدراك ما الرزق.. فهو المؤرّق والمقلق لجميع الخلق، ولكن، من توكل على الله، وعمل بالأسباب، وأيقن واستعان، مع صدق اللجأ إلى ربه المستعان.. أعانه الله ووفقه، ويسر أموره وسهلها.



قلت: وإن من النعيم العاجل والآجل.. نشوء النشء على العبادة، وحب الطاعة، والتعلق بالله سبحانه، ومراقبته في السر والعلن.



فيا أيها الآباء: اغرسوا في أبنائكم، مراقبة الله سبحانه، مع حمايتهم مما يضر.


وقد كان بعض السلف، يعلّم أطفاله الصغار، كيف يستحضرون رقابة الله عليهم، عن طريق ذكر الله بالقلب، فيعلّم ولده أن يقول: "الله معي .. الله يراني .. الله ناظري"

ويكرر ذلك مراراً، حتى يرسخ في قلبه هذا المعنى العظيم.


وهذا أسلوب نافع ناجع، إن استمر عليه الوالد والولد، مكّنه ذلك من استحضار مشاهدة الله له ومراقبته.


وللأسف، هذه تربية غائبة عن كثير من الآباء والأمهات، بل يلجؤون إلى مراقبتهم هم، وهم قاصرون!


وما أجمل، أن تجمع لولدك، بين: حمايتهم من المضار، ومراقبتهم للرقيب الجبار.


حفظك الله يا بني، وسددك وأسعدك، وإخوتك وإخوانك أجمعين.



وكتب: أبو نعيم وليد الوصابي

١٤٤٤/٢/١


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق