الأحد، 21 نوفمبر 2021

ولَـحِـق لاحـق السـوابـق!

 ولَـحِـق لاحـق السـوابـق! 

#وفاة_علم


بلغني اليوم -وأنا في شغل وحزن، لمرض والدي العزيز -عافاه الله- وفاة العلامة المحقق المتقن محمد أحمد الدالي.. فزاد وجعي وألمي، وازداد حزني وهمي، وعجزت عن كتابة كلمات عنه، أراها واجبة علي، تجاه أمثاله من عماليق التحقيق، ودهاقين التدقيق!

ثم رجعت، إلى كناشتي، فوجدتني كتبت كلمة عنه قبل بره، فشذبتها، ونشرتها.


قلت فيها: العلامة محمد أحمد الدالي.. ربما يكون من أواخر، أو آخر من يتقفى خطا العمالقة الأوائل، من محققي التراث، ومصححي الكتب، وناشري الموات!

أمثال: العلامة عبد السلام محمد هارون، والعلامة محمود محمد شاكر، والعلامة محمود الطناحي، والعلامة عبد الرحمن بن يحيى المعلمي، والعلامة عبد العزيز الميمني الراجكوتي، والعلامة أحمد راتب النفاخ، والعلامة شاكر الفحام، والعلامة حمد الجاسر، والعلامة عبد الرحمن العثيمين، ولعل آخر هؤلاء الكبار موتاً: العلامة مطاع الطرابيشي -الذي لا زلت أتسنم البحث والفتش والسؤال، عن سيرته العطرة، ومسيرته النضرة، في هذا المهيع اللاحب-.


عذراً، فقد أطلت التمثيل -وهي وشلة من شلال، وقطرة من مطر، وقليل من كثير-.

وإني -والله-، حين أقرأ في تحاقيق أمثال من ذكرت؛ أجد السكينة والطمأنينة، والبهجة والسرور؛ لخبرتهم الطويلة، وحنكتهم الأثيلة، وخطاهم الوئيدة في هذا العلم العقم، الذي دخل فيه الدخلاء؛ فشوهوا جماله، وآذوا قصاده، برداءة ما ينشرون، من التواء في الطريق، وجنوح عن السبيل، ولا غرابة؛ فإن المادة قد طغت وبغت!


ونظرة فاحص، إلى تحقيق الدالي، لـ (جواهر القرآن)؛ تدرك قدر الوكد، الذي ناله في سبيله، وليس وكداً مجرداً، بل وكد، حاديه: العلم والفهم، والسبر والخبر، والخراتة والمهارة، وهكذا بقية أسفاره السفيرة.


رحمك الله أيها المحقق الأشم، وأسكنك فسيح الجنان، وعالي الرضوان.

و"إنا لله وإنا إليه راجعون"


وكتب: وليد أبو نعيم. 

١٤٤٣/٤/١٥

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق