الاثنين، 3 يوليو 2023

أرِضَـتْ أرضـنا!

 أرِضَـتْ أرضـنا!

بينا نحن في لفح ونفح، ونفخ ونضخ؛ إذ أذن الرحيم، بسُحب السماء؛ أن تسكب وشلاً قليلاً، "وما ننزله إلا بقدر معلوم" لكنه، أروى الأرض الظامئة، التي كانت "خاشعة" فـ"اهتزت وربت" وبردت بعد لهب وتعب!


وقد رتب العرب تسمية المطر على شدته واشتداده..

فأول المطر رش وطش، ثم طل ورذاذ، ثم نضح ونضخ، وهو قطر بين قطرين، ثم هطل وتَهتان، ثم وابل وجَوْد.


وأحدس الذي أصابنا.. طل ورذاذ، ولكن، فرح الناس وطربوا، وضحك الأطفال ولعبوا، واطمأنت القلوب بعد قلبها، وارتاحت الأرواح بعد تعبها، وتنفست النفوس بعد لغبها!


فلا إله إلا هو من حكيم عليم، رحيم حليم، عظيم كريم، "وما بكم من نعمة فمن الله"


وقد كانت الغيوم تأتي، ثم تذهب، بل تقطر قطرات متفرقة منتثرة دون إرواء..

وقد قال جعفر: كانت الغيوم تجيء وتذهب، ولا تمطر، فيقول مالك بن دينار رحمه الله: أنتم تستبطئون المطر، وأنا أستبطئ الحجارة؛ إن لم تمطر حجارة، فنحن بخير.

(الزهد: ٥٤٣) للإمام أحمد.


قال أبو نعيم: رحمك الله، أبا يحيى.. إذا كان هذا في زمنك الطيب، فكيف بزمننا الخيب؟!

اللهم عوناً وصوناً.


وجاءت كلمة (المطر) في القرآن الكريم، على معنيين:

١- المطر بمعنى الحجارة، كقوله تعالى: "وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَراً" (الشعراء: ١٧٣) يعني حجارة.

٢- المطر يعني الغيث، كقوله تعالى: "أذى مِنْ مَطَر" (النساء: ١٠٢)


إذا ما تجدد فصل الربيع *** تجدد للقلب فضل الرجاءِ


عسى الحال يصلح بعد الذنوبِ *** كما الأرض تهتز بعد الشتاءِ


"إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين"


وكتب: وليد أبو نعيم

١٤٤٤/١٢/١٤

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق