الأحد، 12 فبراير 2023

حيّاه الله في الفقر!

 حيّاه الله في الفقر!

هذه كلمة، سمعتها الليلة "الأحد"، بعد صلاة العشاء، في أحد المساجد، من شاب أحدسه، جاوز الأربعين!


قام من مجلسه، وقابل المصلين، وصرخ: يئسنا .. يئسنا، ثم أخبر، أنه منذ أيام، يبحث عن عمل، ولم يجد، فلجأ إلى إخوانه المصلين.


تحدث.. أنه وأولاده، يأكلون من زوائد الناس في المطاعم والبيوت، وقال: لو عندكم زيادة من طعام، فأغيثونا به!


ثم قال: عندي ثلاثة أولاد، والرابع، في الطريق، لم يتبق له سوى أيام، ولكن، حياه الله في الفقر بين إخوانه!


وجدتني مدهوشاً مشدوهاً، حين سماعي هذه العبارة المحزنة المشجنة، وكأنه، من شدة اليأس، أيقن أن لا مخرج له من هوة الفقر المذقع، ولا منقذ له من ذل الحاجة المفجع!


وحقاً، إن الناس، قد يأسوا وأيسوا، حتى أني سألت أحد الجيران، قبل أيام: كيف حالك؟

أجاب: الحمد لله، نضارب في هذه الحياة، حتى يعزنا الله!

قلت: نعم، سيعزنا الله، ويفرج عنا.

قال: أعني، يعزنا الله إلى المقبرة!


نظرت له بشفقة وحرقة، ونصحته، أن لا ييأس، فالله كريم، وعنده كل خير.

"فأشار برأسه، أن نعم"!


ولا أجدني، في حاجة، إلى شقشقة كلام، أو تزويق عبارة، ولكن، ما أردت التنبيه عليه، والتنويه به، هو، قول: "تشافقوا وتراحموا"

وهي بالمناسبة، عبارة، سمعتها، من فقير، منور الشيبة، بهي الطلعة، قبل ما يقرب من عشرين عاماً!


فيا إخوتاه: تشافقوا وتراحموا، كل يتفقد إخوته وقرابته، وإخوانه وخلانه وجيرانه، على قدر طاقته ومكنته ومكانته، فـ "لا يكلف الله نفساً إلا وسعها" و"لا يكلف الله نفساً إلا ما آتاها".


اللهم لا كافي إلا أنت، ولا راحم سواك، ولا قادر غيرك، فلا إله إلا أنت، أنت المستعان، وعليك المتكل، ولا قوة إلا بك.


وكتب: أبو نعيم وليد الوصابي

١٤٤٤/٧/٢٠

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق