السبت، 17 سبتمبر 2022

أمَوسقةٌ للعلم!

 


أموسقةٌ للعلم!

إن العلم، أصل شريف، ومعدن منيف، لا يداخله الدخل، ولا يخالطه الدغل؛ لأنه نقي المنبع، تقي المنتع!


وإن مما يجر ويحر ويخز صفاؤه ونقاؤه، وقراحه ونقاخه.. ما يصاحبه ويساقبه، من مؤثرات مزعجة، وموسيقى مصخبة، تعمّ وتصمّ وتغمّ!


وقد يتزيا بالهوى غير أهله *** ويستصحب الإنسان من لا يلائمه!



تسمع درس علم عتيق.. فإذا في أوّله، هيشة سوق بل أهيش، وشوهة سوقة بل أشوه!


وما من لحظة إلا وفيها *** إلى فتن القلوب لها دواعي!



ما هذا الكدر المكدر .. ما هذا الخلط المجدر .. ما هذا الشوب المقذر.. ألم يكتفوا بموسقتهم حتى أرادوا موسقتنا .. ألم يقصروا شرورهم على أنفسهم حتى سعوا لإشراكنا .. ألم يحملوا أوزارهم حتى سعوا لوزرنا؟!


وإنك، لتأسى حقاً؛ على بعض شداة النور، وهداة الدرب، تساهلهم وتمايلهم، في هذا المهيع الصخيب، والمَمتح الآسن!

فاللهم هداية وكفاية ووقاية.



وكيف تريد أن تدعى حكيماً *** وأنت لكل ما تهوى رَكوبُ؟!




وأنتم -أيها المموسقون-.. ألا تكفّون عنا جشاء دندنتكم، وتصعرون خدود نتنكم؛ فإنكم قد آذيتم وآنيتم، وأقذيتم وأنكيتم، فسلوا الله العافية، قبل حرمانها.



وإن عجزت عن الخيرات تفعلها *** فلا يكن دون ترك الشر إعجازُ



وبعد،

فاللهم إن هذا داء دوي، وعاهة معيوهة.. آذت آمّي العلم، وأدمت حاملي المعرفة= فاكفناها بما شيت وكيفما شيت.



وكتب: أبو نعيم وليد الوصابي

١٤٤٤/٢/٢٠


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق