الأحد، 6 مارس 2022

أمانة الكاتب وصيانة الآدِب!

 أمانة الكاتب وصيانة الآدِب!


إن الكاتب والأديب والمؤرخ.. تقع على عاتقه مسؤولية الكلمة؛ لأنه عاقل، فلم يرفع عنه القلم -كما يظن بعض المتأدبين-.. أن يقول الأديب ما شاء، ويخط ما أراد!


وعجبي، كيف يرضى أديب لنفسه.. أن ينسلخ من مدارك العقل، ومدارج الفضل؛ ليلتحق بالثلاثة الذين رفع عنهم القلم، وهو مَن يُنتظر منه، السعي في إبرائهم، والأخذ بأيديهم إلى سعة العقل، وسلامة الفكر، ولكن، هكذا أراد مَن أراد الارتكاس والانتكاس -عياذاً بالله-.


و‏أحرى بالمؤرخ والأديب والكاتب.. أن يكون أميناً في قوله ونقله، وغيوراً على دينه، وشغوفاً بعروبته وعربيته.. فلا يرضى خدش جناب التوحيد، أو كدش حرم العربية، بل يجب عليه.. أن يكون قلم التشذيب حاضراً في كل كتاباته دون استثناء، فـ"إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا".


فالمسلم قد دخل في الدين كله، ومن كل جوانبه، "يأيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة" فلا يجوز له الخروج بالهوى، وكما يهوى.


وإني لأعجب وأنعي على أدباء، خلعوا ربقة الأدب، وتعروا من كساء الفضيلة، وهربوا من رباط الشرف، فلبسوا مسوح الوسخ، فأضحوا مسوخاً.. ففاهوا بكل رذيلة، ونقلوا كل عهر؛ بحجة أنهم في صدد كتب رواية أو سيرة ذاتية أو شعر، وليسوا في تأصيل مسألة عقدية أو فقهية أو أصولية!


ولا أدري، ما الذي أباح لهم هذا البطلان، وأوصلهم إلى الهذيان، إلا أن "الشيطان سوّل لهم وأملى لهم" فأوهمهم بهذا التقسيم اللئيم، وأغراهم بذياك الانفصام القصيم!


وأنا أجزم باتاً.. أن هؤلاء الأدباء، يعلمون وزر ما كتبوا، ويدركون حجم ما ما كسبوا، "وليحملن أثقالهم وأثقالاً مع أثقالهم"


فـ "يا عباد الله، فاثبتوا" على الصراط المستقيم، والدرب القويم، و"لا يفتننكم الشيطان" فإنكم قد قرأتم براءته منكم، فتبرؤوا منه اليوم؛ بمخالفته، ومخالفة النفس والهوى.


ولا يحملن ما تبيحه أقلامكم الإباحية.. من نَفاق هذه السوق ورباحتها، فإن أغلب ما يطلبه المستمعون أو القارئون أو المشاهدون= من قبيل الهراء، إن لم يكن من قبيل العراء "وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله" "وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين"


فيا أيها الأديب.. اُكتب ما يرضي ربك جل وعلا، وما تتيقن نفعه، وتتوكد من سد فتق، أو رقع خرق، وما سواه، فاسكت واخرس واقعد.

فلا تكتب بكفك غير شيء *** يسرّك في القيامة أن تراهُ


أخذ الله بأيدينا لمراضيه، وجُنبنا مواقع السخط، ومواضع الغلط، "إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين"



وكتب: أبو نعيم وليد الوصابي

١٤٤٣/٨/٣


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق