الاثنين، 9 أغسطس 2021

دعاء دخول الشهر أو السنة: إيضاح وبيان!

دعاء دخول الشهر أو السنة: إيضاح وبيان!

عن عبد الله بن هشام، قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، يتعلمون هذا الدعاء كما يتعلمون القرآن، إذا دخل الشهر أو السنة: (اللهم أدخله علينا بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام، وجوار من الشيطان، ورضوان من الرحمن).

رواه الإمام الطبراني في (المعجم الأوسط: ٦٢٤١).
وقال الحافظ الهيثمي في (مجمع الزوائد: ١٠/ ١٤٢): "إسناده حسن".
وقال ابن حجر، في (الإصابة: ٢/ ٣٧٨) "وهذا موقوف على شرط الصحيح".

قلت: وهو دعاء شامل كامل، قد جمع خيري الدنيا والآخرة، من طلب الأمن والإيمان، وتحقق السلامة والإسلام؛ وذلك لأن أحدهما، يطلب الآخر، فإذا ثبت الإسلام ورسخ؛ أثمر لصاحبه السلامة من الآفات والهلكات، القدرية والشرعية.

وإذا وقر الإيمان في القلب، تبعه الأمن، قال تعالى: "الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون".
وقد يتخلفان لضعفهما؛ فلذلك، ناسب: أن يستفتح المسلم عامه، بهذا الدعاء، حتى يتحققا، وفي تحققهما، سيادة وريادة.

ثم بعد ثبوت الإسلام، ورسوخ الإيمان.. لا يعدم صاحبهما من نزغات الشيطان ووساوسه، فناسب: أن يدعو ربه سبحانه، أن يكون في جواره وأمانه وحمايته، حتى يصرف عنه أذاه وبلواه، "وهو يجير ولا يجار عليه". أي: يغيث ويحمي ويمنع من طلب جواره وإجاره.

ثم كان الختم.. أن يسأل الله تعالى، أن يكون دائماً في رضوانه سبحانه وتعالى، ووَفْق مرضاته، حتى يرضى عنه، وإذا رضي الله عن العبد.. أحبه وأزلفه إليه، وفي الحديث القدسي: (كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه)
فيا فوز عبْدٍ، عبَدَ ربه واتقاه، وناب إليه ودعاه.

وأما المراد بـ "جوار من الشيطان": فهو مصدر جاور، بمعنى: استجار، أي: طلب الحماية والأمان والمنع والحفظ والنصرة.

ومنه قوله تعالى: "وإن أحد من المشركين استجارك فأَجِرْه".
أي: طلب منك أن يكون جاراً لك وعندك، وفي جوارك.. فاحمِه وانصره واحفظه وامنعه من عدوه.

ومنه قول الرجل: أنا في جوار فلان، أي: في حمايته ونصرته، وهو مما يقتضيه الجوار، أي: القرب في المنزل.

تنبيه: جاء في بعض النسخ: (وجواز من الشيطان) أي: من المجاوزة والتخطي، يقال: جاز الطريق، إذا تخطاها، وجاوزه الرمح، إذا تعداه.

اللهم اجعلنا في رضوانك، واحمنا من كيد النفس والهوى والدنيا والشيطان، إنك وحدك المستعان، وعليك التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بك.
والله أعلى وأعلم.

وكتب: وليد أبو نعيم.
١٤٤٢/١/١

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق