الجمعة، 16 أكتوبر 2020

عبثُ بعض المعدِّدين!

 عبثُ بعض المعدِّدين!


الحمد لله الذي شرع التعدد، لما في ذلك من الجدة والتجدد، والصلاة والصلاة والسلام على نبينا محمد عليه الصلاة والسلام من أنذر وشدد، على من تلاعب بالأوامر وتمرد.

وبعد:

فنظراً لما كثر ويكثر من أوجه العبث من بعض المعددين، والراغبين في النساء، والمشتهين للأنثى؛ كتبت هذه الكلمة.. غَيرة لله سبحانه، ونصرة لنصفي العظيم وذائذاً عنه المهانة.

وأسأل الله أن يوفقني في القول والعمل.


أقول مستعيناً بالمعين، ومن استجار به فلا يهين:


إن التعدد مشروع بالكتاب والسنة والإجماع، وفيه من المصالح مالا يأتي عليه العد أو الحصر.


وأنا هنا في مقام بيان مسألة، وكشف مهزلة، كثرت وأربت وفرخت، وهي: عبث بعض المعددين -أقلهم الله- ببنات المسلمين، وهم لا يرضون هذا لبناتهم وقريباتهم ولا يرتضونه.


يتزوج الرجل ثانية ثم يطلقها بعد أيام، لا لعيب فيها، أو نقص في دينها، أو إساءة لخلقها، وإنما؛ لأن المرأة الأولى غضبت وأرعدت وأزبدت، وبكت وشكت!


 والمسكين لا يحتمل كسر قلبها.. فأقبل على كسر إناء الثانية، بل كسر قلبها! وربما ليس له عذر إلا التذوق والتشهي!

-ولي مقال آخر -بعون الله- عن هذا-.


وأنا هنا أنصحك أخي الكريم، وأناديك:

يامن يريد التعدد.. اتق ربك، ولا تُقدم على زواج الثانية إلا وقد حسبت للأمور حِسبتها، وسبرتها وخبرتها.. وعرفت حال زوجك الأولى..


ولا تكن كحال البعض، الذي يعلم من زوجه الأولى الغَيرة المفرطة، وأنها تقول بعلن: إما أنا، أو هي!

ثم يترك كل هذه التهديدات، ويقدم -الشجاع- على زواج الثانية، فما هي إلا أيام أو ساعات.. -وبعد أن ذاق عسيلة الثانية وذاقت عسيلته-، إذا بصاحبنا يطلقها؛ بناء على طلب الملكة الأولى!


ويأخذ في تعداد الأعذار الخائبة، والحجج الواهية، بأن الأولى أم أولادي، وصبرت معي، وضحت من أجلي و و و..

طيب، هلاّ كان قبل أن تفعل ما فعلت.. أم أنه العبث والخبث واللت؟!


ولا يكتفي -ربما- للتجربة الأولى.. بل يزيد ثانية وربما ثالثة!

وربما استغل دراهمه، أو منصبه، أو مركزه في بلده أو نحو ذا مما يثق فيه الناس!


والمسكينة، قد بَنت آمال على زواجها بهذا الكبير أو هذا التاجر أو ذاك الآخر النحرير.. وهي لا تعلم أنها نزوة، أو قضاء أرب وشهوة، فإذا بهذا البناء الذي لم يتم؛ يتقوّض، ويسقط على رأسها ويتهدم!

فهي لا تعلم أنه لاعب ببنات المسلمين، وعابث بمشاعرهن.. وكأنهن لا مشاعر لهن!


بلى، والله، لديهن شعور ومشاعر، ولكن أنت من فقدت شعورك ومشاعرك، بل حتى دينك لم تعمل به -كما أمر الله وأراد-: "وعاشروهن بالمعروف".


فإما أن تُعدد وأنت حاسب للعواقب، وإلا فاترك الأمر لغيرك يا صاحب.. ودعك من هذا الزيف والخطل: أريد تطبيق السنة!

حسناً، تطبق السنة، وتوقع المرأة في الحنة، وتسبب لها -ربما- الجِنة؟!


ولا يفترين علي مفتر، أني أحارب التعدد.. بل أنا من الداعين له، والمرغبين فيه.. ولكن: كما أمر الله، وأمر رسوله عليه الصلاة والسلام، وقد قال تعالى: "فإن خفتم أن لا تعدلوا فواحدة" فكيف ما هو دون العدل، وهو اللعب والعبث؟!


ولا يفترين مفتر آخر، أني أحرم الطلاق أو أجرمه.. لا وربي، وإنما أنا هنا أشجب العبث الذي حرمه الله، وإلا فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قد تزوج وطلق، وعدّد وفارق، وهو المشرِّع.


فأنا أنادي هؤلاء: اتقوا الله في ذلك، وإلا، فانتظروا المهالك..

وأبشروا بعقوبة آتية إليكم لا محالة، "وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون" ولا تقل: لا إخاله.

والله الموعد.


كتبتها الآن على عجل، بعد قصة عرفتها اللحظة، فبكيت وأسيت، ولم أجد ما يخفف لوعتي، إلا دواتي وشباتي، فكتبت لك ما قرأت، والله يرزقنا التسديد والتعديد والتجديد والتمجيد..


أبو نعيم وليد الوصابي،،

١٤٣٨/٣/٢٤

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق