الأحد، 21 مارس 2021

التسوّل.. حرام!

 


التسوّل.. حرام!

كنت مع أولادي، فإذا بامرأة تهرع نحونا، تطلب معونة.. أعطيتها، ما تيسر.


ثم جاءت أخرى، فأمرت بإعطائها، فتلكؤوا قليلاً، ثم أعطوها المتيسر.


فلما ولّت؛ إذا بابنتي، تقول: التسول حرام!


نظرت إليها بإعجاب واستغراب.. كيف راعت إحراج المرأة، فلم تتكلم أمامها، وكيف عرفت هذا الحكم الشرعي؟!


قلت لها: أحسنت، التسول حرام، ولكن، لا ندري حاجة هذه المرأة إلى المال!


قاطعتني زوجي، وقالت: كم من متسول أو متسولة، ليسوا بحاجة، ولكنهم، جعلوها، لهم مهنة، فلا يستحقوا الإعطاء، وذكرتْ لي قصة، تشهد لها!


قلت لها: هذه قصة واحدة، لا يقاس عليها جميع السائلين، ولا شك أن الناس، يعيشون فقراً مذقعاً، ووضعاً ممقعاً.


سكت الجميع على غير اقتناع، ولكنهم آثروا عدم النزاع!


وأنا أقول الآن: لا يخلو سائل أو سائلة، من حالين:

إما احتياج وإعواز، وإما اعوجاج وإحراز.


فأما الأول.. فيجب إعطاؤه، وسد خلته، وقضاء حاجته، ولا يجوز نهره، قال تعالى: "وأما السائل فلا تنهر".


وأما الثاني.. فلا يجب، وهو آثم في فعله؛ لأنه سأل ما لا حاجة له إليه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَن سأل الناس أموالهم تكثّراً، فإنما يسأل جمر جهنم، فليستقل أو ليستكثر)

رواه مسلم، عن أبي هريرة رضي الله عنه.


ولا يخلو المسؤول، من حالين:

إما بذل وإعطاء، وإما منع وإغضاء.


نسأل الله سبحانه وتعالى.. أن يهيئ للناس من أمرهم رشدا، وأن يقيهم شر أنفسهم، وأن يكفيهم بحلاله عن حرامه، وبفضله عمن سواه.


وكتب: أبو نعيم وليد الوصابي.

١٤٤٢/٧/٢٩


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق