السبت، 27 فبراير 2021

زيف علاقة ما قبل الزواج!

 زيف علاقة ما قبل الزواج!


يقولون: اطلبوا التعارف قبل الزواج!

قلت لهم: صدقتم، ولكن: التعرف على أسرتها وعاداتهم وطبائعهم..


أما التعارف مع من ستخطبها؛ فطريق وعر مشوك، ونهايته: فشل وألم وشكوك.


وهذا كلام العقلاء المجرّبين، فلا تجربوا طريقاً مسدوداً مردوما؛ لأنه ندم، سترجع من آخر الطريق دون حياز ما أردت.


ولا أحصي القصص التي قرأتها، لكبار الأدباء في موضوع الزواج، الذي يبنى على الحب، ونهايتها: الشقاق والفراق.


ومن روائع المنفلوطي: "قلتم لها: إن الحب أساس الزواج، فما زالت تقلب عينيها في وجوه الرجال، مصعدة مصوبة، حتى شغلها الحب عن الزواج، فعنيت به عنه!


قلتم لها: لا بد لك أن تختاري زوجك بنفسك حتى لا يخدعك أهلك عن سعادة مستقبلك، فاختارت لنفسها أسوأ مما اختار لها أهلها، فلم يزد عمر سعادتها على يوم وليلة، ثم الشقاء الطويل بعد ذلك، والعذاب الأليم!


قلتم لها: نحن لا نتزوج من النساء إلا من نحبها ونرضاها، ويلائم ذوقُها ذوقَنا، وشعورُها شعورَنا، فرأت أن لا بد لها أن تعرف مواقع أهوائكم، ومباهج أنظاركم، لتتجمل لكم بما تحبون، فراجعت فهرس حياتكم، صفحة صفحة، فلم ترَ فيه غير أسماء الخليعات المستهترات، والضاحكات اللاعبات، والإعجاب بهن، والثناء على ذكائهن وفطنتهن، فتخلعت، واستهترت لتبلغ رضاكم، وتنزل عند محبتكم، ثم مشت إليكم بهذا الثوب الرقيق الشفاف، تعرض نفسها عليكم عرضاً، كما تُعرض الأمَة في سوق الرقيق ، فأعرضتم عنها ونَبَوتُم بها، وقلتم لها: إنا لا نتزوج النساء العاهرات، كأنكم لا تبالون أن يكون نساء الأمة جميعاً ساقطات، إذا سلمت لكم نساؤكم، فرجعت أدراجها خائبة منكسرة، وقد أباها الخليع، وترفع عنها المحتشم، فلم تجد بين يديها غير باب السقوط فسقطت"!


والعجيب، أن هؤلاء العوجى.. يستدلون بحديث (ما رأيت للمتحابين مثل الزواج)!

والحقيقة: أنهم أتوا أمراً كبارا، وجاؤوا بمنكر من الفهم وزورا، ولا يخفى سقطهم، إلا على الرعاع المساكين، الذين لا يفرقون بين التمرة والجمرة، فاللهم مسكنا بالإسلام، حتى نلقاك به.


ومعنى الحديث باختصار (وإلا، فقد أشبعته بحثاً في مقال، بعنوان: "شَعْبُ الزجاج في توجيه حديث: لم يُرَ للمتحابَِّين مثل الزواج" فليراجع ثَم): إذا أحب رجل امرأة؛ عن طريق رؤيتها مصادفة، أو سماعه عنها، أو وصفها؛ فعلاجه ودواؤه: أن يتزوجها، وليأت البيت من بابه، لا أن يخبرها، أو يهاتفها، أو يراسلها؛ لأن بعدها: مقابلة ومغازلة، وبعدها: أمور تعرفونها!


ومن تأمل قوله تعالى: "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة".. رأى أن التواد والتحاب، مشروط بالزواج، لا قبله، فمتى حصل النكاح المشروع؛ حصلت المودة والمحبة والرحمة. 

وفي الآية إشارة، إلى أن الحب قبل الزواج؛ حب زائف حائف جائف، بل يكون سبباً لاهتراء الأواصر، واجتراء العواصر. 


فيا أخي ويا أختي: أرجوكَ وأرجوكِ.. عودوا قبل السفر الطويل المتعب الملهب .. ارجعوا قبل الخسارة المؤكدة .. قبل العمارة المنهارة.

اللهم اشهد.


ولي في هذا السقط والسقوط.. مقالات تحذيرية -يسرها الميسر-.


وكتب: أبو نعيم وليد الوصابي.

١٤٣٨/٥/٣٠

١٤٤٢/٧/١٥

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق