الأحد، 28 فبراير 2021

لا لا، الجَنّة!

 لا لا، الجَنّة!


دخل في وقت متأخر من الليل، منهك الجسد، خائر القوى، يحمل بيده طعام العشاء..


سلّم، ثم دعانا لعشائه القليل!


شكرته واعتذرت، ثم دعوت له، قائلاً: أشبع الله بطنك، وملأ كفك!


فقاطعني -بلهجته الصنعانية المحببة-: لا لا، الجنّة، أما الدنيا، فلا نهاية لها، كلما حصلت شيئاً، طلبت آخر!


تعجبت من علو همته، ونأيه عن المتعة المؤقته!

وقد كان قبل ليال، شكا لي: ضيقته، وأليم الغربة!


ثم تساءلت، فقلت: أي مال حصل عليه هذا المغترب، وأي متعة أدركها هذا المحترب؟!


وإن غيره، ممن مَلك الدور، والتذ بالقصور.. هو في طلب دائم، للمزيد والازدياد، بل ربما، لم يبال، أمِن حلال كان، أم من حرام!


ثم أدركت، أن السر وراء هذا.. هي القناعة، وفطم النفس، والرضا بالقليل:

إذا ما كنت ذا قلب قنوع *** فأنت ومالك الدنيا، سواءُ


اللهم ارزقنا، وقنعنا، بما آتيتنا، وبارك لنا، فيما أعطيتنا "وأنت خير الرازقين".


وكتب: أبو نعيم وليد الوصابي.

١٤٤٢/٧/١٦

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق