الخميس، 29 يونيو 2023

في صلاة العيد اليوم!

 في صلاة العيد اليوم!

صليت العيد، في مسجد مجاور! (والسنة، الصلاة في المصلى) وكان الجو ساخناً، والهواء ساكناً، والسَّموم في جده وحده وعلى شده وأشده، ولا ضير، فإنه تنفُّس جهنم -أعاذنا الله منها-.


وكانت المكيفات "الشباكية" القديمة، منطفئة، حاشا ثلاثة أو أربعة.. وماذا تصنع ثلاثة أو أربعة في مسجد كبير، وفي يوم عيد، قصاده كثير؟!


شاهدت بعض الناس، -على حرارة المسجد- خافقة رؤوسهم، مغمضة عيونهم، ذابلة أجسادهم، لم يستطيعوا المدافعة، بعد ليل طويل، وبلاء وبيل، من اشتداد الحر، وحمارة القيظ:

إني لَأكتُم حزناً قد برَى  كبِدي *** وكاتمُ الحزنِ مثل الطفلِ مفضوحُ!


ولا ملطفات عند الأكثرين، وإن وُجدت، فـ:

كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ *** والماء فوق ظهورها محمولُ!


وأثناء خروجي.. رأيت الناس مبللة ثيابهم، لاصقة بأجسادهم، ولا تعجب، إن رأيت أحدهم، قد فك أزرار قميصه، ونفخ داخلة ثيابه.. لعل نفحة هواء عليلة، تلامس أجسامهم العليلة، التي أمضها الضنى، وأقضها القيظ!


ولسان حالهم:

ولي زفرة لا يوسع القلب ردّها *** وكيف وتيّار الأسى يتدفعُ


أغرّك مني في الرّزايا تجلُّدي *** ولم تدرِ ما يخفي الفؤاد الملوّع!



فيا رب، طال بنا البلاء، حتى صرنا هزأة للأعداء، ففرَج وخرج وفرح ولطف وعطف من عندك، تشفي به جروحنا، وتداوي قروحنا، لك العتبى حتى ترضى، ولا قوة إلا بك.


وكتب: وليد أبو نعيم

عيد الأضحى من عام ١٤٤٤


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق