الثلاثاء، 9 أغسطس 2022

حلقي حلقي!

 حلقي حلقي!

هذه كلمات الطفلة أسماء.. التي لم تجد ما تعبّر به عن نفسها .. عن وجعها .. عن ألمها .. عن شكواها.. لم تجد من يربت على كتفها .. لم تجد من يسعى في علاجها .. لم تجد ناساّ ولا إنسانية، ناهيك عن الإسلامية!


أسماء، عضها كلب كلِب.. فتأوهت وتألمت وتلوعت وتهلعت، لكنها، استراحت بعد ذلك، نعم، استراحت للأبد، إلى الجنة -إن شاء الله-.


يا أسماء .. هناك الملقى والملتقى، عند من لا تخفى عليه خافية.. عند الرحمن الرحيم، عن العلام العليم .. عند العزيز الحكيم، هناك، حيث "يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب" .. هناك، حيث لا نصب ولا مناصب ولا أنصاب .. هناك، حيث الموازين والقسطاس المستقيم.


عذراً أسماء، ورب البنية العظيمة، لم أعلم بك إلا الساعة، ولو علمت، ما إخالني، أجد لك شياً، لكن، "معذرة إلى ربكم".


آه أسماء، هل أنت مسامحتني، وإن كنت لا تعرفني ولا أعرفك، لكن يجمعنا الإسلام وكفى.. أرجوك أسماء، لا تشتكيني إلى ربي سبحانه وتعالى؛ فإني أكتب هاته الكلمات، وأنا ساكب الدمعة، مثخن الجراح، موجوع القلب.. هل يشفع هذا لي؟ لا أظن، إنها كلمات على قرطاس، لا تنفع ولا تشفع!

أقسم لك بالله، أني لا أملك من الأمر شيئاً، ولست من أهل الحل والعقد، إنما أولئك الذين تبوؤوا المناصب، ولبسوا الشارات، وركبوا الفارهات، وسكنوا القصور والدور، وتولوا أمرنا، وغفلوا عنا، فبيننا وبينهم الله!


آه آه.. قتلوا الطفولة -قتلهم الله- ذبحوها ببطء -ذبحوا- دمروا البلاد -دمّروا-، أبادوا العباد -أبيدوا-!

وإلى لقاء تحت ظل عدالةٍ *** قدسية الأحكام والميزانِ


رباه، نجأر إليك بشكوانا .. ببلوانا .. بلأوانا، رباه رباه رباه، لك العتبى حتى ترضى، ولا قوة إلا بك.


الموجع والموجوع،،

١٤٤٤/١/١١

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق