الاثنين، 19 يوليو 2021

اِفْرحوا يا هؤلاء!

 


اِفْرحوا يا هؤلاء!

إن العيد.. فرحة عامة لجميع العقلاء، دون استثناء، فلا يختص الفرح بالأغنياء ولا الأصحاء ولا الأقوياء، ولا الرجال دون النساء، بل هو شامل للفقراء والأغنياء، والمرضى والأصحاء، والضعفاء والأقوياء، والنساء والرجال!


العيد هو أنت من يصنعه.. فرحة عارمة، وسكينة مبهجة، وراحة مفعمة، فلا يصدنك صاد، أو يمنعك مانع!


آلفقر، مانعك من فرحة العيد؟! لا، بل أُراه ألصق بالفقراء منه بالأغنياء؛ لأن الغنى حائل -في الغالب- من الفراغ والتفرغ!


تجد الفقير، بين أهله وأولاده، وقد اجتمعوا على خشارة من الطعام، الساد للرمق، وهم يتناغون ويتناغمون!


ليس العيد باللباس الجديد، أو الحلوى الفاخرة، أو الطعام الفائق، بل هو عيد الطاعة والأنس والسرور.. لأننا رأينا أغنياء، وقد لفّهم الحزن، وغشيهم الحزن في يوم العيد!


قد يتذمر الفقير؛ إذ لم يجد جديد اللباس، ولا لذيذ الطعام، ولكنه يجد هذا، حين المقارنة بغيره (والمقارنة قرينة الأحزان)! فلا تقارن نفسك بأحد، إلا في أمور الآخرة.


فافرح أيها الفقير  .. وافرح أيها المريض  .. وافرح أيها المغترب  .. افرحوا يا هؤلاء؛ فما عندكم من أسباب الفرح، أكثر وأوفر من أسباب الترح، فافرحوا وفرّحوا!


أبارك لكم العيد، رغم الأسى والألم، ومع القسى والجلم!


قائلاً: تقبل الله: مني ومنكم، وكل عام وأنتم في خير وستر.


وليعلنها وليعليها كل فرد منكم قائلاً: لن تراني يا عيد -بإذن الحميد المجيد-، فيك كئيباً، أو حزيناً، أو تعيساً..


وأضيفوا: إنك -يا زَورنا- لم تزرنا إلا غِبّاً، وليس من الأدب والإحسان، أن أقابلك بالأتراح والأحزان!


صحيح، أني أتألم وأتعلقم، وأجتوي وألتوي!

لكن..

واجبي نحوك: حسن الضيافة، وجميل القِرى، (والجود، من الموجود) -كما يقول أهل بلدي-!

هذا واجبي نحوك أيها العيد السعيد.


آملاً، أن تعود علينا، ونحن في أمنٍ وأمان، وإسلام واطمئنان، وتمكين وإعلان.



وكتب: أبو نعيم وليد، في مصلى (مسجد) العيد!

أضحى ١٤٤٢.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق