الجمعة، 16 أبريل 2021

شَـنــاظِـيرُ الـرِّجــال!

 شَـنــاظِـيرُ الـرِّجــال!


يتعامل مع زوجته.. أنها خادمة أو جارية، لا أنها شريكة حياة، ونائبة في بيته عن القيادة!


يريد من زوجته.. أن تكون في وضع الجاهزية متى أرادها، أو أراد منها، وكأنها ليست آدمية، بل آلة حديدية!


يجوع؛ يريد أن يكون الطعام مقدماً بين يديه!

يظمأ؛ يريد الكأس أن يكون مقدماً إليه!

يشبق؛ يريدها أن تكون عروساً أمامه!

يطرق الباب؛ يريدها أن تكون واقفة خلفه!

يفكر بخروج رحلة،أو زيارة أهل؛ يريدها أن تكون تجري نحوه إلى السيارة!

إلى غيرها من صور الحيف والعسف والجنف والحنف!


والممض؛ أنه ربما اجتمع بعض هذه الخصال، في وقت واحد، فكيف يكون حال المسكينة؟!


ويا ويل هذه الزوجة والخادمة والسكرتيرة والأمة.. -في فعله المعكوس المنكوس-، إذا تأخرت أو طلبت التأخير، أو كانت نائمة أو صائمة، أو مريضة أو مهمومة أو نحوها مما يعتري الإنسان..


إنه يقيم نفسه ويقعدها، مزبداً مرعداً مهدداً متوعداً مندداً معلنداً، وربما لطم أو هضم أو حطم، وأهونها: السباب والخصام والشتام!


يتعامل معها، وكأنه لا يتعامل مع مخلوق مثله، بل يتعامل مع جهاز ذكي تقني!


أتساءل: أهذا رجل، أو شبه رجل، أو هو من البُهُم -بضم الباء والهاء، لا بفتح الهاء-؟!

والجواب: ليس هو أحدها؛ لأني أخشى ظلمها!

والحقيقة: هو إنسان، لكنه منزوع التأنسن، مخلوع التحنن، ملحوق بالتفرعن، ومشوب بالتقرنن!


وأقول لهؤلاء ما قالت كبشة الزبيدية:

لا ترتدوا إلا فضول نسائكم *** إذا ارتملت أعقابهن من الدم


وحسبي أن أقول لها -موصياً لا مقصياً-: أكثري من الدعاء، والذكر، والحوقلة أو الحولقة، والحسبلة، والهيللة، مع دوام المراقبة لخالقك، والمحافظة على صلاتك، والمسارعة إلى أورادك؛ سيجعل الله لك فرجاً ومخرجاً.


جبر الله مصابك، وخفف أوصابك، وأعانك على مخلوقك الغرير، ومخنوقك الشنظير، فلا بلاغ إلا بالله، ولا قوة إلا بالله.


وكتب: أبو نعيم وليد الوصابي.

١٤٤٠/١٠/٢٥


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق