الاثنين، 22 مارس 2021

رحيل أحد العلماء ومالكي المخطوطات!

رحيل أحد العلماء ومالكي المخطوطات!

#وفاة_علم
تلقيت نبأ وفاة العلامة الحاج أحمد حمود الشي، وذلك بعد صراع طويل مع المرض في العاصمة صنعاء، عن عمر ناهز الثمانين عاماً.

قضى معظمه في طلب العلم والتعلم والفقه والشريعة وخدمة التعليم والتعلم والتربية، والفتوى برؤية ثاقبة، وفهم راسخ، وإدراك واسع.

وكان هامة علمية، وقامة فقهية، ولا يبخل بشيء من الخدمات العلمية، سواء مطبوعة أو مخطوطة -كما أخبرني بعض أهل بلده-.

وقد ترك من الإرث العلمي الكبير: الحسي والمعنوي، والخصال الحميدة التي خلفها الفقيد طوال تاريخ حياته الحافل بالخير والعطاء من خلال تأسيسه وترأسه للمعهد العلمي في مدينة الطويلة، بمحافظة المحويت، وتربيته وتعليمه لعدد من طالبي العلم الذين غدوا قامات تربوية وعلمية وفقهية في كثير من مناطق ومديريات المحافظة، بل اليمن كله.

 وإنه ليشهد للفقيد العام والخاص بأنه كان دوماً مثالاً في الورع والزهد وقوة العبادة وخدمة الناس، متفانياً لايكل ولا يمل حتى وافاه الأجل المحتوم.

ومما أذكره بحسرة وتحسر، أنني في سفرتي الأخيرة لمحافظة المحويت، أردت زيارته، فأخبروني أن سكنه بعيد جداً عن المكان الذي أنا فيه، فتأوهت وحزنت؛ لأن نفقتي قد انقطعت بي، فلم أستطع اللحاق به، والذهاب إليه، فاسترجعت، ورجعت أدراجي مخلفاً ورائي، عَلما وعِلما، وعالِما وعالَما!

ولا أكتمكم سري، أني لم أكره الفقر، وأشعر بإزعاجه؛ إلا في مثل هاته اللحظات، التي تشعر بفقد كنز عظيم، وعلم عميم!
والحمد لله على كل حال.

وكنت على أمل.. أن أعود إليه، ولكن لم أستطع، لأمور كثيرة، منها: ما تشهده بلادي من حرب وفتن، وما خلفته من فقر وجهد وبلاء؛ جعلتنا قعداء بيوتنا!
لكني أتسلى، بـ:
(اللهم اجرني في مصيبتي، واخلف لي خيراً منها)

وقد تم تشييع جثمان الفقيد إلى ربه الكريم؛ صباح اليوم الأربعاء في مسقط رأسه بمديرية الطويلة، بعد الصلاة عليه في الجامع الكبير بالمدينة. 

تغمد الله الفقيد بواسع رحمته، ومغفرته وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
إنا لله وإنا إليه راجعون.

وكتب: أبو نعيم وليد الوصابي. 
١٤٣٧/٦/١٤
(كتبت هذا مما سمعت، ومستفيداً من بعض من كَتب)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق