الأحد، 14 فبراير 2021

سفالة رواية! قراءة ونقد لرواية: موسم الهجرة إلى الشمال!

 


سفالة رواية!

قراءة ونقد لرواية موسم الهجرة إلى الشمال!


في هجعة من وقت القيلولة، جفاني السرور، وعافني السلاء، فتناولت هاتفي، وفتحت اليوتيوب (ولا أدري، ما هو الأنسب في تعريبه)!


فتحته، فوقع بصري، على إلقاء صوتي، لرواية (موسم الهجرة إلى الشمال)، ولم أكن قرأتها في حياتي، على كثرة طرق سمعي لها، من بعض الصحاب!


وأذكر، أن أحد أصفيائي، أخبرني: أن فيها شيئاً من الجنس!


وقبل أيام، قرأت لمغرد: أنه قرأها، ولم يجدها، كضجتها!


وعلق آخر: أنه بدأ في قراءتها، ولم يسطع إكمالها!


كل هذه الآراء.. جعلتني أزداد يقيناً، برأيي نحو جل الروايات، إن لم يكن كلها!


وفي تيك الهجعة، التي انفصمت فيها الروح عن الجسد، سعيت للتخفيف عن نفسي وروحي، (وليتني، ما فعلت، وأختلس سنحة، لأقول: ليتنبه الإنسان، في حال فرحه وترحه، وفي زمن غربته وفراغه، فقد يقع على ما يكره، في وقت غفلة، وربما صعب النزع)


أقول: بدأت بسماع تيك الرواية الشادخة للحياء، والقاتلة للمروءة، والمسيلة للدماء، والقاضية على الذماء، ولا زلت في استماع، حتى أراد الله صرفي عنها، فغشيتني سِنة من النوم، والمسمعة (السماعة) في أذني!


ثم استيقظت، وكأن جسدي على مثل الشوك (أعاذنا الله من البلاء واللأواء) صحوت، ولا زال الهذر والهذي، يصم أذني النئية -بحمد الحميد- عن مثل هذا!


وواصلت -تأثماّ والله- جزءاً يسيراً، من ذلك السقط والسخط، حتى أقفلته، مستغفراً الغفور.


أغلقته، وأنا في تعجب، هل يعقل أن يهرف مسلم، بمثل هذا الانحطاط.. وإذا جرى، أيليق بمسلم، أن يقرأ، مستمتعاً بذلك؟!

اللهم عصمة منك.


وتعجبت من بعض الناس.. كيف له أن يقرأ أو يسمع، ذاك السقوط المدوي، والهبوط السافل- في الخنا والزنا!


تساءلت: كيف تطيب نفس مؤمن، أن يقرأ أو يستمع، لتيك السفالة والنذالة، التي استولت على كاتبها إلى أسفل سافلين، وجعلته أرذل الأرذلين!


إنه لم يترك لنفسه، ذرة من إيمان، ولا خصلة من مروءة، ولا نقيراً من أدب، ولا فتيلاً من حياء، ولا قطميراً من كرامة!


إنه أناني إلى النهاية  .. بهيمي للغاية  .. بوهيمي لحد الشناعة  .. جنسي لدرجة القذاعة!


لا أطيل عن كاتبها السافل، فكل عاقل قرأها، يدرك ذلك، بلا مواربة أو مناكثة، فهي بنفسها منادية على نفسها بالخزي والعار، والهذي والشنار.


إنما الذي أريد قيله، هو: التنبه لما يقرأ المسلم، والانتباه لما يسمع، فرُب كتاب، أورث خزياً، وخلّف عاراً، وبلبل فكراً، واختلب لُباً، فإذا نشب الإنسان في شهوة أو شبهة، ربما عزّ عليه فراقها، وشق عليه صرامها، و(السلامة، لا يعدلها شيء)


إذا أنت لم تعصِ الهوى قادكَ الهوى *** إلى بعض ما فيه عليك مقالُ


وقال الطغرائي:

إذا ما الهوى استولى على الرأي لم يدَع *** لِصاحبه في ما يراه صوابا


آخر:

‏‎والنفس إن صلحت زكت، وإذا *** خلت من فطنة، لعبت بها الأهواءُ


وإياك والتجربة الخاسرة، فكم من تجربة، كان فيها الحتف!

وقد جرب غيرك، فلم يرو غليله، ولم يشف عليله، بل وجد بلبلة ولبلبة، فلا تجرب "تلك إذاً كرة خاسرة"!


ولا أريد الإطالة، فقد عالجت هذا الأمر، في مقال آخر -يسره المُيسر-.


وكتب: أبو نعيم وليد الوصابي.

١٤٤٢/٧/١


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق