العشق بين اليوم وبين القوم!
كان هناك حُباً، يسمى: عشقاً عفيفاً، وعَلقاً لطيفاً، ويعرف، بـ الحب العُذري!
ولم يكن يُقصد إليه، أو يحرص عليه، إنما يكون -في الغالب- عرَضاً:
قال ذو الرمة:
تلك الفتاة التي علقتها عرضاً *** إن الكريم وذا الإسلام يختلبُ
قال الباهلي: "شيء اعترضه، ولم يعلم به، إن الكريم "يختلب"، أي: يخدع عن عقله".
(شرح الباهلي: ١/ ٣٨)
عند ذلك.. يتوله القلب ويتولع، ويتعلق الفؤاد ويتمزع.. لكن صاحبه، يعف ويكف، ويتورع وعن السفاسف يترفع، فلا يرفع غطاء، ولا يكشف مخبأ.
أما اليوم، فالعشق خبثاً وقذراً، ووسخاً ومسخاً، لا يتم، إلا بكشف المستور، وإسماع المحظور، دون ابتغاء زواج أو عفاف، بل كسر زجاج وزحاف، فهو للتسلية والتزجية!
أقول: هذا في الأعم الغالب، ولكن لا بد من الاستثناء حتى لا أهضم أو أظلم، والحكم يكون على كل فرد بمفرده، وكل أدرى بنفسه، وما توسوس به نفسه!
وعلى كل، فالعشق: مشغل للعقل، مبلبل للقلب، مقلق للنفس، مؤذ للجسد، ولا يكون إلا مع تكرار النظر، وإعادة البصر، و"السلامة، لا يعدلها شيء". سلمنا الله أجمعين.
وكتب: أبو نعيم وليد الوصابي.
١٤٤٢/٦/٢٠
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق