الجمعة، 1 يناير 2021

تأبين لمنتاب وعتاب لأحباب!

 تأبين لمنتاب وعتاب لأحباب!


بلغني وفاة الرجل المعوان: علي علان -غفر الله له ورحمه، وأسكنه فسيح الجنان-.

فـ "إنا لله وإنا إليه راجعون" و(إن لله ما أخذ وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى).


أقول: رغم أنه لم يكن بيني وبينه تلك العلاقة القوية، بل معرفتي به كانت عادية وسطحية، وقد عرفته عن طريق صاحبي الحبيب: سالم المعروفي، فرأيت فيه الخلق الحسن، وطيب الكلمة، وخفض الجناح!


والعجيب، الآن عرفت أن كنيته (أبو دجانة) بل وجدته من أصدقائي في الفيس، باسم أبودجانه الجوهري الجوهري

وتالله، لم أعلم إلا اللحظة، فلا قوة إلا بالله.


عتاب للأحباب:

نصيحة للجميع إخواني الكرام: علينا أن نقوّي أواصر المحبة، ونشد روابط الصحبة، فنتزاور ونتآزر، ونتعاون ولا نتهاون، ولنكن لبعضنا خير إخوة، وأمثل عدّة: قولاً وفعلاً، شدة ورخاء، سراً وجهرا..


لا نريد صحبة (أي خدمات) التي من طرف الأسلات، فإذا جدّ الجد؛ صارت من جيل: (كان يا ما كان في قديم الزمان وسالف الدهر والأوان)!


بل صارت هذه الكلمة (أي خدمات) للأسف، علامة على النكتة والسخرية والمهزلة واللعب بمشاعر الناس، والضحك والإيناس، والتلهية والتسلية!


وإذا جرى أن أحد الجادين المساكين (على وجهه -كما يقولون-) سمع هذه الكلمة (أي خدمات)؟!

فأجاب: والله، إني محتاج لكذا، وأشكو من كذا؟!

اعتذر إليه العارض للخدمات، ونكس رأسه، وعَلته الرحضات، وأدرك أنه في ورطات!


بل سخر العالَم من هذا المسكين، وازدروه واحتقروه، ونكتوه وبكتوه، وتناقلوا قوله في المجالس، وفي النور والحنادس!

وكأنه أتى جرماً، أو ارتكب ظلماً!


وقد سمعت عنه من أخي سالم، أنه -أسكنه الله فسيح الجنان- كان شهماً كريماً، باذلاً ماله وجاهه وجهده لإخوانه ومحبيه.


والآن..

والآن، كم لبعضنا البعض من الانقطاع، فهلا تواصلنا ولو مخاطفة بالمهاتفة؛ تكسب ود أخيك، وترجو رحمة ربك، وتشرح صدرك، ولك المثل وزيادة من الحسنات الدنيوية والأخروية.


ووالله، أخبر عن نفسي، أحاول بين فينة وأخرى (تذكر إخوان بذي سلم)، فأبلّهم بالاتصال، والسؤال عن الحال والعيال -والحمد لله-.


ولا شك أن الكثير مقصر، بل بخيل ومقتر.. ولكن إن لم نتناصح ونتصارح، فليس بعدها إلا أن نتفاضح!


وكلامي هنا على العموم لا الخصوص؛ لأن هناك أفاضل وأماثل؛ يتلمسون حاجات الإخوان، وخلات الخلان؛ ولو شئت لسميتهم، ولكن: أجرهم على الله فهو أبقى وأنقى وأتقى.

وفقني الله وإياكم لكل بر ورشد وفضيلة.


وكتب: أبو نعيم وليد الوصابي.

١٤٤٠/٤/٣٢

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق