الأربعاء، 11 نوفمبر 2020

بوس الفلوس!

 بوس الفلوس!


كنت هذه الليلة مع أولادي، فمررت بطريق فيها شرطي، يبدو عليه التعب والنصب!


رآني، فابتسم لي، وهش وبش في وجهي..


بادلته بمثلها، ثم أعطيته -دون رؤية أحد، إلا بعض ولدي- يسيراً من المال، وانصرفت فوراً، دون أن أرى وجهه وسحنته!


بينا أنا أتابع طريقي، وكأن شيئاً لم يحدث؛ إذ بابنتي، تقول: (بابا، الشرطي، أخذ الفلوس، وباسها)!


أوقفت متابعة الطريق، وبدأت متابعة الصديق والرفيق!

أخذت أفكر في حال الناس وحالنا.. كيف غفلنا عن بعضنا، وقصرنا في حق أنفسنا: الحسي والمعنوي؟


وتابعت: لماذا لا نفكر، في مثل هؤلاء الناس في بلدي، لا سيما، أصحاب الوظائف، الذين ليس لديهم إلا أجر الوظيفة، ولا يتقنون غيرها، وقد توقف راتبها منذ بُرَه ومُدد!


لماذا لا نعين بعضنا، بما نقدر ونستطيع، و"لا يكلف الله نفساً إلا وسعها" و"لا يكلف الله نفساً إلا ما آتاها".. بلقمة  ..  بشربة  .. بعلاج  .. بتفقد احتياج.. كل بحسبه.


أخذت أعاتب نفسي وألومها وأسومها، وأزجرها وأنهرها، ولكن، خشيت العثار من الإكثار، فكففت، مع دعائي الرحمن الرحيم، أن يهيئ لنا من أمرنا رشدا، ويقينا القلة والذلة والضلة، ويرزقنا من حيث لا نحتسب.


كتبت ما كتبت، بعد تردد؛ علّ قارئاً أو ناظراً أو سامعاً.. يتلمس من يعرف، فيصنع أفضل من صنيعي وأكمل، ولا أحرم أجر دلالة وتذكير..


وكتب: وليد أبو نعيم.

١٤٤٢/٣/٢٥

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق