الخميس، 21 مايو 2020

وداع الشهر! لعله آخر فجر في رمضان!

وداع الشهر!
لعله آخر فجر في رمضان!

جلجل صوت المؤذن.. يوقض القلوب النائمة، ويحذر النفوس الغائمة، وينقذ الأرواح العائمة!

جلجل صوت المؤذن.. لصلاة الفجر، ولعله يكون آخر أذان في فجر رمضان الحبيب القريب!

آه لحالنا، ترى ماذا صنعنا؟ ترى، ماذا عملنا؟
هل نفضنا عن أنفسنا، ما علق بها، من شوائب، وأزلنا ما بقلوبنا، من معائب؟!
ترى، هل صفت قلوبنا، فزكت أرواحنا، فحامت حول العرش، بعد أن كانت الأجساد تحوم حول الحش!

أمّن (رسول الأرض) نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، على دعاء (رسول السماء) جبريل عليه السلام.. أن من أدركه رمضان، فلم يغفر له، فأبعده الله!

يا الله، هل نحن من المقبولين، فنهني، ونهنى، أم من المطرودين، فنعزي، ونعزى؟!

قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (أيها المقبول، هنيئاً لك، ويا أيها المردود، جبر الله مصيبتك) 

وكان علي رضي الله عنه، ينادي آخر ليلة، من رمضان: (يا ليت شعري، من المقبول فنهنيه؟ ومن المحروم فنعزيه؟)

إن من أدب الضيف في وداعه؛ أن لا نريه ما يكره، ولا نسمعه ما يبغض.. ورمضان، ضيف جميل، وزائر خميل، فلا نودعه بنقص وذنوب، وبخس وندوب.
والذي يحسن بنا ويجمل؛ أن نتبعه بأعمال صالحة، وأفعال راجحة.

خرج عمر بن عبد العزيز، يوم الفطر؛ ليخطب، فقال: (أيها الناس، صمتم ثلاثين يوماً، وقمتم ثلاثين ليلة، وخرجتم اليوم تطلبون من الله أن يتقبل منكم). 

وكان مطرف يقول: (اللهم تقبل مني صلاة يوم، اللهم تقبل مني صوم يوم، اللهم اكتب لي حسنة، ثم يقول: (إنما يتقبل الله من المتقين).

وقال أبو الدرداء رضي الله عنه: (لئن أستيقن، أن الله قد تقبل لي صلاة واحدة؛ أحب إليّ من الدنيا ومافيها، إن الله يقول: (إنما يتقبل الله من المتقين)

ومناسبة هذه الأقوال، في ختام هذه العبادة العظيمة.. هو أن من علامات قبول العمل.. الاستمرار على الخير، بعدها؛ لأن الذي رب رمضان، هو رب بقية الشهور، فعلامَ التفريق؟! 

سلام من الرحمن كل أوان *** على خير شهر قد مضى وزمانِ

سلام على شهر الصيام فإنه *** أمان من الرحمن أي أمانِ

لئن فنيت أيامك الغر بغتة *** فما الحزن من قلبي عليك بفانِ


تقبل الله منا ومنكم، الصيام والقيام والصلوات، وسائر العبادات والطاعات، ورزقنا مداومة على الخير والثبات، حتى الحشرجة والممات.


محبكم: أبو نعيم وليد الوصابي،
١٤٣٦/٩/٢٩
وقت أذان فجر يوم الخميس، وكأس الماء في يدي (قدراً لا قصداً)!
١٤٤١/٩/٢٩

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق