الجمعة، 22 مايو 2020

آخر جمعة من رمضان!

آخر جمعة من رمضان!

ها هي آخر جمعة من رمضان.. تحزم متاعها، ويتفرق جماعها؛ تأهباً للقاء الحبيب القريب (العيد السعيد)!

وتالله، إن القلوب حزينة، والأنفس كسيرة، والأرواح أسيرة، والأعيان غزيرة، ولكن، هذه سنة الله تعالى، في تصرم الليالي الأيام، وتبدل السنين والأعوام، "والشمس والقمر بحسبان".

فهيّا بنا، نجمع أمرنا، ونشدُّ عزمنا، ونهيئ نفوسنا، ونصفِّي قلوبنا، ونقلل ذنوبنا، ونعلل ندوبنا..

هيا بنا، نستقبل ضيفنا القصير، وزوْرنا الكبير.. ونفرح به، ونأنس معه، ونسمع إليه، ونمرح مع أهلنا وأولادنا (ولو كنا في غربة)!

ولا نضيق على أنفسنا، بأننا، في حجر منزلي، -فالحمد لله-، إنّ غيرنا، في حجر نفسي، أو كرب مرضي، أو حر رمضي.. طوال العام!
ومن هَمّ نفسه وغمها؛ فقد حجّر على نفسه، وضيق على قلبه!


تنبيه وفائدة: إن آخر جمعة من رمضان.. لا تتميز عن غيرها، بشيء من العبادات.
وقد صنع لها بعض العوام؛ أحاديث في فضلها، وأفعال في وداعها، ولا يصح من ذلك شيء..
ينظر: (المدخل: ٢/ ٢٣٣) لابن الحاج، و(الفوائد المجموعة: ٥٤) للشوكاني، و(السنن والمبتدعات: ٥٠ - ١٦١) للشقيري، و(الإبداع في مضار الابتداع: ١٧٧) للشيخ علي محفوظ، و(موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين: ١٢/ ١٨) و(فتح الغفور في تعجيل الفطور وتأخير السحور: ٤١) و(بدع القراء: ٤٢) كلاهما، للشيخ محمد موسى نصر.

وقد وقفت على رسالة، بعنوان: (ردع الإخوان عن محدثات آخر جمعة رمضان)، للعلامة محمد عبد الحي اللكنوي الهندي، تـ١٣٠٤.


بلّغني الله وإياكم أمانينا، وأتم علي وعليكم إيماننا.

وسلام الله عليكم ... ألقاكم في العيد السعيد، باللبس الجديد، والعيش الرغيد، والحال الحميد، والفعل المجيد.


محبكم: أبو نعيم وليد الوصابي.
١٤٤١/٩/٢٩
آخر جمعة من رمضان.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق