الخميس، 28 مايو 2020

دار الكتب العلمية.. وعبثها بالتراث!

دار الكتب العلمية.. وعبثها بالتراث!

أتميز غيظاً، وأتكبد حنقاً.. حين أرى عنواناً، حبيباً إلى قلبي، وأثيراً على لبي؛ ولكن طبعته: دار الكتب العلمية، وليس له، إلا طبعتهم الشوهاء المخدوجة!

أفتح مطبوعتهم، على مضض، فإذا بي أرى كمّاً من الأخطاء: النصية والإملائية واللغوية، وربما، صحف وتحريف، وبتر وتحذيف.. فأقفله؛ أسفاً حسفاً كسفاً!
ثم تعنّ لي إليه حاجة.. فأعاود فتحه، فأصاب بالدوار!
أليست هذه جناية على العلم والمعرفة؟! 

ويصدق -عليها، وعلى مثيلاتها- وصف "حمالة الحطب"! على إطلاق الإمام يحيى بن معين، في حكمه، على بعض الضعفاء!

قال العقيلي: "حدثني أحمد بن محمد الهروي، قال: حدثنا عثمان بن سعيد، قال: قلت ليحيى بن معين، النضر بن منصور العنزي.. تعرفه-
يروي عن أبي الجنوب، عن علي، من هؤلاء؟
قال: هؤلاء حمالة الحطب"! 
(الضعفاء: ٤/ ١٤١٩)

فاحذر، من دار الكتب العلمية (الهدمية الخرمية).. وفر منها فرارك من الأسد؛ فقد عبثوا بالتراث، وتناولوه بالتراث!
والجل، قد حذر منها ووجل، والحمد لله.

وقد سمعت، ممن زار دارهم، ونحوها من دور الزور- أنه رأى الأهوال من الدار والمحقق والمخرج والمزور! رب لطفك.
هذا هو الأصل في طبعاتهم.


قلت: وما وجد في بعضها، من إتقان، فهو عائد إلى أحوال:
-أن تأتي الدار، على طبعات قديمة مصورة، متقنة الإخراج، وهي المصورة عن دور أخرى رائدة، كالبابي، وبولاق ونحوهما، من قديم الطبعات وأتقنها.

قلت: وهذا ظلم وهضم، وقاسمة وقاصمة، لأصحاب تيك الدور الأخرى، وذلك؛ لأن أصحاب هاته المكتبات- يتعبون في النسخ والتحقيق والمقابلة، فيأتي الساطي، ويأخذ جهودهم: مادياً، وعلمياً، وذاتياً، وفكرياً؛ فيصوره كما وجده، ويبيعه بثمن بخس؛ لأنه لم يتعب فيه، ولا سعى إليه، فيقبل الناس على الطبعة الرخيصة -وهي متقنة، تبعاً لأصلها- مما سبب ويسبب خسائر فادحة، لأصحاب المطابع الأولى!
وهذا -كما علمت- سبب خسارة فادحة، لبعض تيك المطبعات، بل اضطر بعضهم؛ لقفلها، كمطبعة البابي.
والله المستعان.

-أن يعتني محقق أو مؤلف ما، بكتابه، ويبحث عن دار؛ لطبع كتابه، فلا يجد (في ظل تحكم بعض الدور) أمامه، إلا محمد علي بيضون، فيظل واجماً؛ أيسلمه إليه، أم يدسه في الجراب!
وبعد تحاور وتشاور.. يدفعه إليه (مكره أخاك لا بطل)! 
وممن طبع عندهم، من العلماء: الشيخ محمد عمرو بن عبد اللطيف، والشيخ أبو إسحاق الحويني، وربما لا يسلموا أيضاً، من التشويه والعور، كما فعلوا ببعض تحاقيق الشيخ أبي إسحاق الحويني!

-وبعضهم: يقيّد الجيد من دار الكتب العلمية، بتاريخ معين، ولم يبن هذا التاريخ، ولا أظن ذلك، ينضبط؛ لتعدد الطبعات، وتبدل التواريخ! فالله أعلم.

وعلى كلٍ: فهي خيانة وجناية، على العلم والتراث، لا يجوز أن تصدر ممن يخاف الله، والدار الآخرة.


وكتب: وليد بن عبده الوصابي.
١٤٣٧/٧/١٩


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق