الجمعة، 14 فبراير 2020

زيف ما يسمى: عيد الحب!

زيفُ ما يسمى: عيد الحُب!

إن الاحتفال، بما يسمى: عيد الحب.. روماني جاهلي بهيمي بوهيمي، وُضع من أساسه لقس كافر زان، مسرف في هذا الشان، يسمى: فالنتاين، فحكم عليه بالإعدام في ١٤ فبراير، عام ٢٧٠ ميلادي!

فلما أُعدم، وضعوا له يوماً، تخليداً للزنا، وترسيماً للبغا، ولا زال يحتفل به الكفار، ويشيعون فيه الفاحشة والشر، والفحشاء والمنكر.

وهذا غير بعيد على أولئك البهم النهم؛ فقد أمضوا حياتهم كالأنعام، بل هم أضل سبيلاً "أوليك كالأنعام بل هم أضل سبيلا" "أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون" فهم لا يأنفون عن قول أو فعل، مهما عظم وضخم وفخم، ولا يستنكفون عن إعراء الأجساد، وإغراء الأطماع، وإلهاب الأسماع، وإمتاع الأبصار وافتضاض الأبكار، وعبادة الشهوات؛ لأنهم "ضل سعيهم في الحياة الدنيا" و"ليس لهم في الآخرة إلا النار" "فقد "ضل سعيهم في الحياة الدنيا" "وقد خاب من حمل ظلما"

لكن الغريب جداً.. أن يحتفل بهذا الحفل الماجن الآجن، العفن النتن.. بعض المسلمين، الذين يؤمنون بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً!

كيف يحلو لهم.. أن يشاركوا أعداء الإسلام، في هذا الحفل الإباحي .. وكيف يطيب لهم تبادل الورود الحمراء .. وكيف يفرحون بلبس وإلباس الملابس النكراء؟!

إن ما يسمى، بـ عيد الحب.. هو عيد النصارى والكفار، ومن وافقهم ورافقهم، ولا يجوز لنا نحن المسلمين؛ أن نسميه عيداً؛ لأن اللفظة شرعية توقيفية، فلا يجوز وضعها في مسمى آخر، ولا يجوز تقليدهم، ومجاراتهم، ففي ديننا ما يغنينا ويكفينا ويحمينا ويشفينا.

قال ابن تيمية: "الأعياد من جملة الشرع والمنهاج والمناسك، التي قال الله سبحانه عنها: "لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا" وقال: "لكل أمة جعلنا منسكاً هم ناسكوه" كالقبلة والصلاة والصيام، فلا فرق بين مشاركتهم في العيد، وبين مشاركتهم في سائر المناهج، فإن الموافقة في جميع العيد، موافقة في الكفر، والموافقة في بعض فروعه، موافقة في بعض شُعب الكفر، بل الأعياد، هي من أخص ما تتميز به الشرائع، ومن أظهر ما لها من الشعائر، فالموافقة فيها، موافقة في أخص شرائع الكفر وأظهر شعائره، ولا ريب أن الموافقة في هذا قد تنتهي إلى الكفر في الجملة".
(اقتضاء الصراط المستقيم: ١/ ٢٠٧)

وقال أيضاً: "لا يحل للمسلمين.. أن يتشبهوا بهم، في شيء مما يختص بأعيادهم، لا من طعام، ولا لباس، ولا اغتسال، ولا إيقاد نيران، ولا تبطيل عادة من معيشة، أو عبادة أو غير ذلك، ولا يحل فعل وليمة، ولا الإهداء، ولا البيع بما يستعان به على ذلك؛ لأجل ذلك، ولا تمكين الصبيان ونحوهم من اللعب الذي في الأعياد، ولا إظهار الزينة.
وبالجملة، ليس لهم أن يخصوا أعيادهم بشيء من شعائرهم، بل يكون يوم عيدهم عند المسلمين كسائر الأيام، لا يخصه المسلمون بشيء من خصائصهم".
(مجموع الفتاوى: ٢٥/ ٣٢٩)

وقال الذهبي: "فإذا كان للنصارى عيد، ولليهود عيد.. كانوا مختصين به، فلا يشركهم فيه مسلم، كما لا يشاركهم في شرعتهم، ولا قبلتهم".
(تشبه الخسيس بأهل الخميس: ٤/ ١٩٣)

وربما جرى من البعض: الخروج مع امرأة أجنبية، أو الكلام، أو التواصل والتراسل والتعاضل والتناسل!
ولا قوة إلا بالله، هو ملاذنا ومعاذنا.

وأسفي والله.. أن يحتفل مسلم أو مسلمة، بأعياد النصارى، الذين ليس لهم من وطر إلا متعهم الدنيوية، ولا يدينون بشيء، حاشا الانفلات من ربقة الالتزام، والتخلي عن أزمّة الاحتكام.

والمحتفلون بهذا الاحتفال.. مخالفون لنبيهم صلى الله عليه وسلم، فعندما جاء إلى المدينة، ووجد أهلها يلعبون في يومين، هما من أعياد الجاهلية، قال: (إن الله قد أبدلكم بهما، خيراً منهما: يوم الأضحى، ويوم الفطر).
رواه النسائي، وابن حبان بإسناد صحيح، عن أنس رضي الله عنه.

قال الحافظ ابن حجر: "استُنبِط منه: كراهة الفرح في أعياد المشركين، والتشبه بهم، وبالغ الشيخ أبو حفص الكبير النسفي -من الحنفية- فقال: مَن أهدى فيه بيضة إلى مشرك، تعظيماً لليوم؛ فقد كفر بالله تعالى".
(فتح الباري: ٢/ ٤٤٢)

والعجيب: أن من يزعم هذا الحب الواهم الهائم.. قد قتلَنا وشردنا وفرقنا وشتتنا وحاصرنا وعاصرنا، وأذاقنا الويلات، وجرعنا الصابات، وأكثر المحتفلين، في صمم أو عمى عن هذا الحق، "ولكن أكثرهم للحق كارهون"!

وإن الاحتفال بما يسمى: عيد الحب.. انهزامية روح، وضعف إيمان، وصغر نفس، وخور طبع، وانجرار وراء الغرب في كل ما يفعلون (حتى لو دخلوا جحر ضب، لدخلتموه) رواه البخاري ومسلم، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.

أنترك الشرع الحنيف، ونتجه خلف كل خليف، ونلهث نحو كل عجيف؟!
اللهم براءة من صانعيه، وتبرؤاً من حافليه، وهذه الصيحة "معذرة إلى ربكم"

فحذار حذار، من هاته الاحتفالات الشائنة، والحفلات الخائنة، فإن فساد الظاهر، دليل على فساد الباطن، (والألسنة، مغاريف القلوب) و(كل إناء بما فيه ينضح) وإذا ثبت الإيمان في القلب، ظهر على الجوارح الطاعة والانقياد) فتنبهوا وانتبهوا ونبّهوا..

وكتب : أبو نعيم وليد الوصابي
١٤٤١/٦/٢٠

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق