الخميس، 13 فبراير 2020

خصال شتى في رجل فذ!(أبو إسحاق الحويني)


خصال شتى في رجل فذ!(أبو إسحاق الحويني)

الشيخ المحدث أبو إسحاق الحويني.. ممن قذف الله حبه في قلوب خلقه، فلا تكاد تجد رجلاً، إلا، ويذكره بالخير، ويثني عليه الجميل، ويتشوف لسماع حديثه العذب، المؤسس، بالآية والحديث، والممزوج، بالنكتة المحبوكة، والبسمة المفكوكة!
ولعل هذا الحب.. هو نتيجة دعائه، بـ (اللهم حببني إلى قلوب عبادك)!

والشيخ -كلأه الله-، ممن إذا رأيته؛ ذكرت الله، وذكرك بالله تعالى.. فهو منور الشيبة، مشرق الجبين، براق الثنايا، بسام الثغر.

وهو -شفاه الله-، للأمراض مزُور.. حتى بترت قدمه، وأرجو الله، أن تكون سبقته إلى الجنان.
ووالله، إني في ألم شديد عليه، لترادف أمراضه، وتعكر صحته، ولكنه، مع هذا، تجده صابراً محتسباً -حسب ما ينقل عنه، وهذا هو الظن بأهل العلم والعمل- فلا يكاد يشفى من سقم، ونبشر بتماثله للشفاء، إلا وينمى إلينا أخرى: أن الشيخ أدخل المستشفى! فـ "إنا لله وإنا إليه راجعون" ولا أظن هذا؛ إلا رفعة لدرجاته، وحطاً لسيئاته. -شفاك الله -شيخي -وإن لم ألزم ذاتك، فقد لزمت كتبك، ثم سمعت دروسك ومواعظك.
أسأل الله أن يرفعك إلى العافية، ويمسح عليك بيمينه الشافية.

وقد أعجبني في الشيخ خصال كثيرة، منها: سهولته في كلامه، وبسمته التي لا تكاد تفارقه، وحنوه ودنوه من الناس، ورفقه بالعوام، حتى أني سمعته يقول: (كل صفة نقص في المدعو، لا بد أن يقابلها صفة كمال في الداعية؛ وإن لم يكن كذلك؛ فليترك الدعوة، وليرحنا)!

والشيخ -شفاه الشافي- شديد التتبع لرسول الله عليه الصلاة والسلام، سمعته يقول: (أقول لكم عن تجربة، وأوصيكم بذلك-:
(من يوم أن عقلت، وعرفت يميني من شمالي؛ وأنا كلِفٌ غاية الكلَف بتتبع حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أبحث عنها بالمنقاش)!
حتى أنه يذكر: أن هذا الاقتداء، جعله بعيداً عن الخصومات حتى بينه وبين زوجته.
وذكرني، بقول أبي عبد الله محمد بن خفيف: (ما سمعت شيئاً، من سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا واستعملته حتى الصلاة على أطراف الأصابع، وهي صعبة)!

تلمس في الشيخ -عافاه الطبيب- تبحره في العلوم الشرعية بما فيها الأدب -الذي قلّ أن يجتمع أديب ومحدث-، أما علم الحديث؛ فهو جدوله ونهره وبحره ومحيطه!

والشيخ كثير الاستطراد في دروسه؛ فلا تسمع له درساً إلا وتخرج بفوائد جمة، ونصائح مهمة، ودرر نفيسة، وهمة كيسة، مع نكتة محببة، بلهجة قريبة، وبسمة حبيبة..

سمعته وهو يذكر حديث جابر، وقول الرسول عليه الصلاة والسلام، له: (هلاّ بكراً؛ تلاعبها وتلاعبك) كما في البخاري.
قال الشيخ: وفي رواية للطبراني: (وتعاضضها وتعاضضك)!
ثم قال الشيخ: الرواية ضعيفة؛ واحنا مش عاوزين مشاكل، تجي واحدة تشتكي، أن زوجها عضها! خلاص بأ، الرواية ضعيفة!

والشيخ -أقامه الله- شديد التتبع لأحاديث رسول الله عليه الصلاة والسلام، وآثار الصحب الكرام، والتابعين الفخام، ولا يكاد يجاوزهم..

ولعلك تعجب، إن سمعت منه، وهو يقول: إني منذ سمعت قول الرسول عليه الصلاة والسلام: (خير الناس قرني ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم)؛ وأنا شديد التتبع لآثار هذه العصور، ولا أكاد أخرج عنهم! -أو كما قال -شفاه الله-.

ترى في كلامه الحبك والسبك، كأنما يحفظه عن ظهر قلب.

ترى فيه -حفظه الله- طرح التكلف تماماً، والأخذ بما سهل ويسر.

ترى فيه، آثار العبادة والطاعة، والخوف من الله مع رجائه سبحانه وتعالى.

ترى فيه، وتسمع منه.. خشية الله تعالى، والخوف منه، والنأي عن الألقاب الدنيوية، وقد اشتهرت عنه، مقولته (اخلع نياشينك)!

الشيخ وجل القلب، غزر الدمع، ولكن دون شهيق، وهذا هو بكاء القلب!

الشيخ كثير الثناء للسلف الصالح، والعلماء السابقين، والترحم عليهم، والاقتداء بهديهم، ولزوم غرزهم.
وهو شديد التواضع للعلماء المعاصرين، حتى وإن كانوا في أسنانه!

لم ألتق الشيخ قط، ولكني أحبه .. أحب علمه .. أحب خلقه .. أحب رفقه .. أحب بسمته .. أحب نهمته .. أحب قربه .. أحب تواضعه .. أحب حرصه .. أحب دعوته .. أحب فيه خصال الخير والفضل والنبل..
وأتمنى -حقيقة- أن أتشرف بلقيّه، وأرتشف من معينه، وأكتسب من رصينه، وأكرع من نميره، وأعل من مصبه.. -يسر الله لي لقاءه، ولقاء أهل العلم العالمين العاملين النابهين النابغين-. رب أجب واستجب.

وقد قرأت له -شفاه الشافي- كثيراً من تحقيقاته الرصينة، وتواليفه المتينة، كـ تحقيقه، لـ "الديباج" للسيوطي، وغير ذا من الأجزاء الفخيمة، والأسفار القديمة، وتأليفه، لـ "غوث المكدود" و "النافلة" و"نهي الصحبة" و"بذل الإحسان" و"تنبيه الهاجد" فكنت أعجب من طول تخريجاته للحديث، خصوصاً في "نافلته" وكيف استطاع، أن يحصل على تيك الأجزاء والمشيخات، التي الكثير عنها بمعزل، ولكن يزول عجبي، عندما علمت عن شغف الرجل بعلم الحديث، وتتبع آثاره، وحرصه على التزود والتروي والتشبع والتنهل حتى نهل وعلّ، ثم كرع..

اعذروني؛ لم أقصدها، وإنما هي جرة قلم!

كتبه من طرف الثمام: أبو نعيم وليد الوصابي.
١٤٤٠/٥/٢٢

#أمالي_رمضانية
#أنابيش_الكنانيش
https://t.me/walidabwnaeem


هناك 7 تعليقات:

  1. أصبت اخى العزيز والله فى كل كلامك

    ردحذف
  2. أصبت اخى العزيز فى كل كلامك

    ردحذف
  3. أحسنت أخى بارك الله فيك وحفظ الله شيخنا فضيلة الشيخ أبى إسحاق ومتعه بالصحة والعافية

    ردحذف
  4. بارك الله فيك أخي الكريم والله كأنك تكتب ما بداخلي أيضا ولكني لا استطيع التعبير بالكلام مثلك ويارب أبعد عن شيخنا كيد الكائدين

    ردحذف
  5. نفع الله بك وبه أستاذنا..
    هو كذلك نحسبه ولا نزكي على الله
    ونفخر به أن شرف الله مصرنا بمثله، بقية أهل السلف وشمس مصر وعافيتها.

    ردحذف
  6. جزاك الله خير وبارك الله في عمر شيخنا ابي اسحاق

    ردحذف