الاثنين، 24 أبريل 2023

مائة نسمة من أجل لقمة!

 مائة نسمة من أجل لقمة!

حدث عظيم فخيم مفجع مجزع مخزي مقذي، كنت أظنه من مبالغات الإعلام، فإذا هو واقع حقيق..

مائة نفس تموت، في سبيل الحصول على لقمة واحدة!

مائة نفس تموت، وهي تبحث عن الحياة!

مائة نفس تموت، وهي تدرأ عن أنفسها مخاطر الهلاك.


خرجوا من بيوتهم، علّهم يجدوا ما يقيم أودهم، ويصلح شأنهم، وينأى بهم عن موت الجوع، فإذا بهم يلاقون ما منه حذروا، ويقابلون ما منه فروا!


إنه السم الزعاف، والموت الزؤام، الذي قبض على أنفسهم المرهقة، وزهق أرواحهم المتعبة .. أرواحهم المتفجعة من فجائع الحياة وفواجعها، ولكن، "قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم"


إني مؤمن بحكمة الله تعالى ورحمته، لكني، أجد في حلقي غصة، وفي قلبي حرقة، وفي عيني دموعاً غزارا!


أتخيل موقفهم وهم في ذاك الزحام الخانق .. وهم بين تلك الأنفس المصابة بصعيق البرد .. وهم يصيحون ويزاحمون.. فإذا بهم جثث لا حراك بها، وأجساد لا روح لها، وأشباح لا حياة فيها، "ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق"


طُويت صحائفهم، وانتهت أعمالهم؛ ليتولى الجبار الفصل بينهم وبين قاتلهم، فيقتص لهم من ظالمهم "ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين" "ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار":

وإلى لقاء تحت ظل عدالة *** قدسية الأحكام والميزان!


ويا رب، كثر الذبح، واستحرّ القتل، واستعرّت النيران، في بلد الإيمان والفقه والحكمة .. في البلاد التي فيها نفَسك .. في البلاد الفاضلة.. وأنت الله الرحيم الرحمن، الكريم المنان، فانظر إلينا بعين رحمتك، وارفع عنا مقتك وسخطك وغضبك، لك العتبى حتى ترضى ولا قوة إلا بك.


وكتب: وليد أبو نعيم

١٤٤٤/١٠/١


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق