الخميس، 22 سبتمبر 2022

آلمحلّى للعامّة؟!

 


آلمحلّى للعامّة؟!

اقشعر جلدي، حين قرأت، هاته المقولة، للإمام الجهبذ أحمد بن علي ابن حزم، في (محلاه: ٥/ ٣٣) تحت باب: (صلاة الخوف): قال: "قد بيناها غاية البيان والتقصي في غير هذا الكتاب، والحمد لله رب العالمين. وإنما كتبنا كتابنا هذا، للعامي والمبتدئ، وتذكرة للعالم، فنذكر ههنا بعض تلك الوجوه، مما يقرب حفظه ويسهل فهمه، ولا يضعف فعله، وبالله تعالى التوفيق"!



قال أبو نعيم: حقاً، إن عقول الناس على قدر زمانهم، فإن الناس في هذا الزمن، لا يكاد عالمهم بله طالبهم، يلمّ بهذا الكتاب، إلا لِماماً؛ لعويص العبارة، وغويص الإشارة!


بل إن نفراً منهم، جعله غرضاً للرمي، وناصبه العداء، وأعلنها للناس جهرة: احذروا من المحلى!


قلت: وإن كان في المحلى، مسائل مرجوحة، أو شدة خصومة، وحدة حجاج، إلا أنه بالمكان العالي من العلم والفقه والفهم، بل هو أحدُ كتب الإسلام الأربعة التي عليها المعوّل!


قال العز ابن عبد السلام: "ما رأيت في كتب الإسلام، في العلم، مثل "المحلى" لابن حزم، وكتاب "المغني" لابن قدامة".

(سير أعلام النبلاء: ١٨/ ١٩٣)


وقال شيخ الإسلام: "ويوجد في كتبه، من كثرة الاطلاع على الأقوال، والمعرفة بالأحوال، والتعظيم لدعائم الإسلام، ولجانب الرسالة.. ما لا يجتمع مثل ذلك لغيره، فالمسألة التي يكون فيها حديث، يكون جانبه فيها ظاهر الترجيح.

وله من التمييز بين الصحيح والضعيف والمعرفة بأقوال السلف، ما لا يكاد يقع مثله لغيره من الفقهاء".

(الانتصار لأهل الأثر: ٣١)



وكان العلامة الوادعي.. يوصي به؛ لنأيه عن التقليد، وهروبه من الجمود.


فيا شداة العلم، وطلاب المعرفة.. ترفقوا في نقدكم، وارفقوا بأنفسكم، وتدبروا: "إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً" وإلا، أصيبت المقاتل، وسيمت الكلاكل، و"إن أصل العلم، خشية الله"


رضي الله عن ابن حزم، (وسقى بقعته صوب المطر)


وقد أفردت ترجمة ابن حزم، بالطبع سنة ١٩٤١م في مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق، بتحقيق العلامة اللغوي سعيد الأفغاني، وقد ذكر أن هذه الترجمة، أرسلها إليه وجيه جُدة/ محمد نصيف، منقولة من نسخة، لسير أعلام النبلاء، بصنعاء، في خزانة الإمام يحيى حميد الدين.

"وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة"



وكتب: أبو نعيم الوصابي

١٤٣٧/١٠/١٥




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق