الأربعاء، 11 مايو 2022

عاطفة قاصفة!

 عاطفة قاصفة!

مشكلة الكثير، سواء كانوا طلبة علم أو دعاة أو غيرهم.. أن العاطفة تغلبهم على تدبر النقل وتفكر العقل؛ ولذلك كان هذا من نقص المرأة..

لكنا، فجئنا ولا زلنا نفجأ بين فينة وحينة.. مَن كنا نظنه فذاً وقداً من الرجال، فإذا به يجاري المرأة في عاطفتها!


وإن شئتم دليلاً.. فانظروا إلى مقدار التعاطف الكبير، حين نبأ وفاة مشهور مجهور؛ في إطرائه وتطريته .. وليته كان تعاطفاً دنيوياً، أو مدحة خالصة.. إذن، لهان الخطب.. لكنه تعاطف ديني، من ترحم ودعاء .. إنه شأن بيد الله .. إنه أمر قد بتّه الله .. إنه حكم قد قضاه الله.. فما يبغي هؤلاء "إلا اتباع الظن" إنهم مسلمون، يقرؤون قوله تعالى: "ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى" إنهم يؤمنون بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويقرؤون قوله: (والذي نفسي بيده؛ لا يسمع بي أحد من هذه الأمة، ولا يهودي ولا نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار. رواه مسلم وغيره) ثم يلوونها أو يلوون أعناقهم، "فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثاً"؟!


إن النصوص صحيحة صريحة، والإجماع منعقد، والفطرة تؤيده، والحس يقف معه.. لكن، العاطفة وحدها، من وقفت إزاء كل هذه الحجج الصلاد الصلاب.. فكان أن أطاحت بصاحبها (إلى حيث ألقت رحلها أم قشعم)!

وعش رجباً، ترى عجباً!

فيا رب عوناً وصوناً وموناً.


وكتب: أبو نعيم وليد الوصابي

١٤٤٣/١٠/١٠

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق