الأحد، 6 فبراير 2022

واقفة جوار مسجد!

 واقفة جوار مسجد!


صليت العشاء، في أحد المساجد؛ فلما خرجت من الفريضة؛ إذا بي ألمح على مبعدة من باب المسجد، امرأة واقفة لا تُميز من سواد لباسها، وتلفعها بنقابها.. آخذة طبقاً في يديها، دون حراك أو كلام!


كانت تلك نظرتي الأولى، فلما أرادت نفسي المعاودة؛ لتعرف كنه الأمر، نهيتها عن الهوى؛ لأن الأمر لا يعنيني، لكن المسكينة لَمَحتني، فمشت نحوي خطوات دون كلام!

تقدمت إلي بخطى وئيدة "على استحياء"، وأنا في خجل ووجل!

قلت: نعم، قالت: أبيع دخن!

سألتها عن القيمة؟ قالت: ٢٥ ريال!

نكست رأسي حياء، واعتذرت لها من عدم توفر هذا المبلغ آنذاك، رغم زهادته!


وأنا -والله- أردت الشراء -كما أمّلتني-؛ لأنقذها من هاته الوقفة المؤذية، وأقيها من الرياح الباردة السافية..

لكن، لله الأمر من قبل ومن بعد.


ثم صليت أخرى، في مسجد آخر؛ فإذا بي أرى نفس الموقف الأول تماماً، لا أدري، هل هي عين المرأة أم أخرى!


حزنت وشجنت، وتألمت وتعلقمت، ولكن، ليس لي في الأمر حيلة، وليس لي من الأمر شيئاً، "إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين"


فلما رجعت إلى البيت.. أردت أن أكتب ما شاهدت، حتى أتخلص من وخز ضميري، وغمز نفسي، و(الكتم يؤذي) ولعل أحد الناس.. يرى مثل هذا الموقف -خلّص-، فيخلّص صاحبه أو صاحبته، بالابتياع منه، وله الأجر والمثوبة، "وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين"

و(رُبّ عمل صغير، تُكثّره النية، ورُبّ عمل كثير، تصغّره النية". -كما في (السير: ٨/ ٤٠٠) عن عبد الله بن المبارك- بارككم المبارِك.


وكتب: أبو نعيم وليد الوصابي

١٤٤٣/٦/٢٢

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق