الخميس، 4 نوفمبر 2021

ورحل الزاهد العابد .. المكابد المجاهد!

ورحل الزاهد العابد .. المكابد المجاهد!

#وفاة_علم

رحمك الله أيها الفذ الفرد، وأسكنك جنة الخلد.

وكأني بك -بإذن الله- كما قال القائل:

فألقت عصاها واستقر بها النوى *** كما قر عيناً بالإياب المسافر


فقد جاهدت نفْسك، وكابدت نفَسك، وأسهرت ليلك، فأنهرت غيلك.

لا أنسى تلك الوقفة التي وقفتها أمامك، وأنت ملقى على فراشك، لا تحيل حراكاً، ولكن كأن عينك لسان ناطق!


لا أنسى تلك الضمة الرفيقة الرقيقة على يدي بيدك المرتعشة، وكأنك تشير لي بالجلوس.. وأنت مضنى الجسد، لكنك مترع القلب، مشرح الفؤاد.


كم تمنيت أني جالستك وثافنتك، ولكن: قبح الله مقطعي الأوصال، ومفرقي الأخلال!


آهٍ شيخي؛ ليهنك العلم، ولتهنك التواليف، ولتهنأ -بإذن الله- بنومة العروس التي -لربما- لم تشغل بها في حياتك!

ولم يشغلك عن العلم أنيق روض، أو متين حوض!


ولم يشغلك عنه أنيق روضٍ *** ولا دنيا بزخرفها كلفتا


وعزائي للعلم وطلابه، وأولاد الشيخ وأحبابه، ولداته وأترابه، والمسجد الحرام ومحرابه، والبيت وترابه.. "إنا لله وإنا إليه راجعون".


أجزم؛ أنك لم تقدر حق قدرك، ولم توفِ حق سعيك؛ لكن: الله خير مكاف ومواف، ومواس ومؤاس، وأما الخلق؛ فهم مصدر الضر والغر والحر والشر "إن شانئك هو الأبتر".


وكتب -الأسف-: أبو نعيم وليد الوصابي

١٤٤١/٣/٧

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق