الثلاثاء، 10 مارس 2020

تشريح كتاب وتزويج كعاب.. شرح تحفته؛ فزوجه ابنته!

تشريح كتاب وتزويج كعاب.. شرح تحفته؛ فزوجه ابنته!

ألّـف العلامة علاء الدين، أبو بكر، محمد بن أحمد السمرقندي، تـ٥٤٠، كتابه (تحفة الفقهاء) شرح (مختصر القدوري) في الفقه الحنفي؛ فصار عمدة في المذهب الحنفي، وكان له بنت تسمى فاطمة، رباها، فأحسن تربيتها، وعلمها، فأحسن تعليمها.

وكانت فاطمة فقيهة نبيهة، لقينة فطينة، تفقهت على أبيها، وتخرجت به، وحفظت تحفته.

وقد تسامع ملوك وأمراء ذلك الزمان بعلمها وحلمها، وعقلها وصقلها.. فخطبوها من أبيها، فامتنع من تزويجها؛ ضناً بها، وحباً لها، وحرصاً عليها أن لا يزوجها إلا من كفء كريم.

وكان من طلبة الشيخ: علاء الدين، أبو بكر بن مسعود بن أحمد الكاساني، تـ٥٨٧، فقد لازم شيخه، واشتغل بالعلم عليه، وتخرج عليه، وبرع في الأصول والفقه.
ثم شرح تحفة شيخه، بكتابه العظيم (بدائع الصنائع)، وعرضه على شيخه، ففرح به الشيخ فرحاً شديداً، وزوجه ابنته، وجعل الكتاب مهرها!
فقال فقهاء عصره: "شرح تحفته وزوجه ابنته".

وكان زوجها ربما أخطأ، فترده إلى الصواب، كما يقول القرشي: "أن فاطمة.. كانت تنقل المذاهب نقلاً جيداً، وأن زوجها ربما يَهِمُ في الفُتيا، فتردّه إلى الصواب، وتعرّفه وجه الخطأ، فيرجع إلى قولها ... وكان زوجها يحترمها ويُكْرِمها".

وكانت الفتوى أولاً، يخرج عليها خطها، وخط أبيها- السمرقندي، فلما تزوجت بالكاساني؛ كانت الفتوى تخرج بخطهم الثلاثة.

وقد توفيت بمدينة حلب، سنة ٥٨١، ودفنت في مقبرة من مقابرها، وقبرها هناك مشهور، بـ قبر المرأة وزوجها؛ لأن زوجها أوصى أن يدفن بجوارها، فدفن ثم، وكان لا ينقطع عن زيارتها كل ليلة جمعه إلى أن مات بعدها بست سنين.


ينظر: (الجواهر المضية في طبقات الحنفية: ٢/ ٢٤٤)، و (بغية الطلب في تاريخ حلب)، (الفوائد البهية: ١٥٨)، و (الدر المنثور في طبقات ربات الخدور: ٢/ ٣٦٧).



وليد بن عبده الوصابي
١٤٣٩/٤/١٥
١٤٤١/٧/١٦

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق